Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 6-6)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ } وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي إلى بني المصطلق ، وهم حي من خزاعة ، ليقبض صدقة أموالهم ، فلما بلغهم ذلك فرحوا واجتمعوا ليتلقوه ، فبلغ الوليد ذلك فخافهم على نفسه ، وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية من أجل شىء كانوا أصابوه ، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : طردوني ومنعوني الصدقة ، وكفروا بعد إسلامهم ، فلما قال ذلك انتدب المسلمون لقتالهم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إلا حتى أعلم العلم " ، فلما بلغهم أن الوليد رجع من عندهم ، بعثوا وفداً من وجوههم فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، فقالوا : يا رسول الله ، إنك أرسلت إلينا من يأخذ صدقتنا فسررنا بذلك ، وأردنا أن نتلقاه ، فذكر لنا أنه رجع من بعض الطريق فخفنا أنه إنما رده غضب علينا ، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله ، والله ما رأيناه ولا أتانا ، ولكن حمله على ذلك شىء كان بيننا وبينه في الجاهلية ، فهو يطلب يدخل الجاهلية ، فصدقهم النبي صلى الله عليه وسلم . فأنزل الله في الوليد ثلاث آيات متواليات بفسقه وكذبه { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ } يقول : إن جاءكم كاذب بحديث كذب { فَتَبَيَّنُوۤاْ أَن تُصِيبُواْ } قتل { قَوْمَا بِجَهَالَةٍ } وأنتم جهال بأمرهم ، يعني بني المصطلق { فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } يعني الذين انتبدوا لقتال بني المصطلق [ آية : 6 ] .