Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 23-25)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم ذكر آلهتهم ، فقال : { إِنْ هِيَ } يقول : ما هي { إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } بأنها آلهة من قوله : { أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ } [ الصافات : 156 ] يعني كتاب فيه حجة مثل قوله : { أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً } [ الروم : 35 ] ، يعني كتاباً لهم فيه حجة { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ } يقول : ما لهم من علم بأنها آلهة إلا ظناً ما يستيقنون بأن اللات والعزى ومناة آلهة { وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ } يعني القلوب { وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ } [ آية : 23 ] يعني القرآن { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } [ آية : 24 ] بأن الملائكة تشفع لهم ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم ، والليل إذا يغشى ، أعلنهما بمكة ، فلما بلغ { أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ وَمَنَاةَ } نعس فألقى الشيطان على لسانه تلك " الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلا " عندها الشفاعة ترتجى ، يعني الملائكة ففرح كفار مكة ورجوا أن يكون للملائكة شفاعة ، فلما بلغ أخرها سجد ، وسجد المؤمنون تصديقاً لله تعالى وسجد كفار مكة عند ذكر الآهلة غير أن الوليد بن المغيرة ، وكان شيخاً كبيرا ، فرفع التراب إلى جبهته فسجد عليه ، فقال : يحيا كما تحيا أم أيمن وصواحبتها ، وكانت أم أيمن خادم النبي صلى الله عليه وسلم قتل يوم خيبر . وقال في الأنعام : { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ } [ الأنعام : 12 ] ، لا شك فيه { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيِجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِٱلْحُسْنَى } [ النجم : 31 ] فلما رجوا أن الملائكة شفاعة ، أنزل الله تعالى : { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ } [ آية : 25 ] يعني الدنيا والآخرة .