Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 43-54)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبره عن صنعه ، فقال : { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } [ آية : 43 ] يقول : أضحك واحداً وأبكى آخر ، وأيضاً أضحك أهل الجنة ، وأبكى أهل النار { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ } الأحياء { وَأَحْيَا } [ آية : 44 ] الموتى { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ } الرجل والمرأة كل واحد منهما زوج الآخر { ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } [ آية : 45 ] خلقهما . { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } [ آية : 46 ] يعني إذا تدفق المنى { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } [ آية : 47 ] يعني الخلق الآخر يعني البعث في الآخرة بعد الموت { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } [ آية : 48 ] يقول : مَوَّل وأرضى هذا الإنسان بما أعطى . ثم قال : { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } [ آية : 49 ] قال مقاتل : الشعرى اليمانية النيرة الجنوبية كوكب مضىء ، وهي التي تتبع الجوزاء ، ويقال : لها المزن والعبور ، كان أناس من الأعراب من خزاعة ، وغسان ، وغطفان ، يعبدونها ، وهي الكوكب الذي يطلع بعد الجوزاء ، قال الله تعالى أنا ربها فاعبدوني { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } [ آية : 50 ] بالعذاب ، وذلك أن أهل عاد وثمود ، وأهل السواد ، وأهل الموصل ، وأهل العال كلها من ولد إرم بن سام بن نوح ، عليه السلام ، فمن ثم قال : { أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } يعني قوم هود بالعذاب . { وَ } أهلك { وَثَمُودَ } بالعذاب { فَمَآ أَبْقَىٰ } [ آية : 51 ] منهم أحد { وَ } أهلك { وَقَوْمَ نُوحٍ } بالغرق { مِّن قَبْلُ } هلاك عاد وثمود { إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ } [ آية : 52 ] من عاد وثمود ، وذلك أن نوحاً دعا قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً فلم يجيبوه ، حتى إن الرجل منهم كان يأخذ بيد ابنه فينطلق به إلى نوح عليه السلام ، فيقول له : احذر هذا ، فإنه كذاب فإن أبى قد مشى بي إلى هذا وأنا مثلك ، فحذرني منه ، فأحذره ، فيموت الكبير على الكفر ، وينشؤ الصغير على وصية أبيه ، فنشأ قرن بعد قرن على الكفر ، هم كانوا أظلم وأطغى ، فبقي من نسلهم ، بعد عاد أهل السواد ، وأهل الجزيرة ، وأهل العال ، فمن ثم قال : { عَاداً ٱلأُولَىٰ } . ثم قال : { وَ } أهلك { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ } يعني الكذبة { أَهْوَىٰ } [ آية : 53 ] يعني قرى قوم لوط ، وذلك أن جبريل ، عليه السلام ، أدخل جناحه فرفعها إلى السماء حتى سمعت ملائكة سماء الدنيا أصوات الديكة ، ونباح الكلاب ، ثم قلبها فهوت من السماء إلى الأرض مقلوبة ، قال : { فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ } [ آية : 54 ] يعني الحجارة التي غشاها من كان خارجاً من القرية ، أو كان في زرعه ، أو في ضرعه .