Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 7-23)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال عز وجل : { وَكُنتُمْ } في الآخرة { أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً } [ آية : 7 ] يعني أصنافاً ثلاثة ، صنفان في الجنة ، وصنف في النار ، ثم أخبر عنهم ، فقال : { فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } [ آية : 8 ] يقول : ما لأصحاب اليمين من الخير والكرامة في الجنة { وَأَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } [ آية : 9 ] يقول : ما لأصحاب المشأمة من الشر في جهنم ، ثم قال : { وَٱلسَّابِقُونَ } إلى الأنبياء منهم أبو بكر ، وعلى ، رضى الله عنهما ، هم { ٱلسَّابِقُونَ } [ آية : 10 ] إلى الإيمان بالله ورسوله من كل أمة ، هم السابقون إلى الجنة . ثم أخبر عنهم ، فقال : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } [ آية : 11 ] عند الله تعالى في الدرجات والفضائل { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } [ آية : 12 ] ، ثم قال يعني السابقين { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } [ آية : 13 ] يعني جمعاً من الأولين ، يعني سابق الأمم الخالية ، وهم الذين عاينوا الأنبياء ، عليهم السلام ، فلم يشكوا فيهم طرفة عين ، فهم السابقون ، فلما نزلت : { وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } [ آية : 14 ] يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فهم أقل من سابق الأمم الخالية ، ثم ذكر ما أعد الله للسابقين من الخير في جنات النعيم ، فقال : { عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ } [ آية : 15 ] كوضن الخرز في السلك ، يعني بالموضون السرر وتشبكها مشبكة أوساطها بقضبان الدر والياقوت والزبرجد { مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا } يعني على السرر عليها الفرش { مُتَقَابِلِينَ } [ آية : 16 ] إذا زار بعضهم بعضاً { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ } يعني غلمان لا يكبرون { مُّخَلَّدُونَ } [ آية : 17 ] لا يموتون { بِـ } أيدي الغلمان { بِأَكْوَابٍ } يعني الأكواب العظام من فضة المدورة الرءوس ليس لها عرى ولا خراطيم { وَأَبَارِيقَ } من فضة في صفاء القوارير . فذلك قوله في { هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ } [ الإنسان : 1 ] { كَانَتْ قَوَارِيرَاْ قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ } [ الإنسان : 15 ، 16 ] . ثم قال : { وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } [ آية : 18 ] يعني من خمر جار ، وكل معين في القرآن ، فهو جار غير الذي في { تَبَارَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلْمُلْكُ } [ الملك : 1 ] يعني به زمزم ، { إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ } [ الملك : 30 ] يعني ظاهراً تناله الدلاء ، وكل شىء في القرآن كأس ، فهو الخمر { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا } فتوجع رءوسهم { وَلاَ يُنزِفُونَ } [ آية : 19 ] بها { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } [ آية : 20 ] يعني يختارون من ألوان الفاكهة { وَلَحْمِ طَيْرٍ } يعني من لحم الطير { مِّمَّا يَشْتَهُونَ } [ آية : 21 ] إن شاءوا شواء ، وإن شاءوا قديداً كل طير ينعت نفسه لولى الله تعالى { وَحُورٌ عِينٌ } [ آية : 22 ] يعني البيضاء العيناء حسان الأعين { كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ } [ آية : 23 ] فشبههم في الكن كأمثال اللؤلؤ المكنون في الصدف المطبق عليه ، لم تمسه الأيدي ، ولم تره الأعين ، ولم يخطر على قلب بشر ، كأحسن ما يكون .