Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 3-4)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ } يعني يعودون للجماع الذي حرموه على أنفسهم { فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا } يعني الجماع { ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ } فوعظهم الله في ذلك { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } من الكفارة { خَبِيرٌ } [ آية : 3 ] به . قال أبو محمد : سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول : { ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ } يعني لنقض ما عقدوا من الحلف { فَمَن لَّمْ يَجِدْ } التحرير { فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا } يعني الجماع { فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ } الصيام { فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً } لكل مسكين نصف صاع حنطة { ذَلِكَ } يعني هذا الذي ذكر من الكفارة { لِتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ } يقول : لكي تصدقوا بالله { وَرَسُولِهِ } إن الله قريب إذا دعوتموه في أمر الظهار ، وتصدقوا محمداً صلى الله عليه وسلم ، فيما قال لكم من الكفارة حين جعل لكم مخرجاً ، { لِتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } يعني تصدقوا بالله ورسوله { وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } يعني سنة الله وأمره في كفارة الظهار ، فلما نزلت هذه الآية " دعا النبي صلى الله عليه وسلم زوجها ، فقال : " ما حملك على ما قلت " ؟ قال : الشيطان ، فهل لي من رجعة تجمعني وإياها ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعم ، هل عندك تحرير رقبة " ؟ قال : لا ، إلا أن تحيط بمالي كله ، قال : " فتستطيع صوماً ، فتصوم شهرين متتابعين ؟ قال : يارسول الله ، إنى إذا لم آكل في اليوم مرتين أو ثلاثة مرات اشتد عليّ وكل بصري ، وكان ضرير البصر ، قال : " فهل عندك إطعام ستين مسكيناً " ؟ قال : لا ، إلا بصلة منك وعون فأعانه النبي صلى الله عليه وسلم ، بخمسة عشر صاعاً ، وجاء هو بمثل ذلك فتلك ثلاثون صاعاً من تمر لكل مسكين نصف صاع " ، ذلك يعني أمر الكفارة توعظون به ، فوعظهم الله تعالى في أمر الكفار والله بما تعملون خبير ، { وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } ، يعني سنة الله { وَلِلْكَافِرِينَ } من اليهود والنصارى { عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آية : 4 ] .