Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 1-2)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } يقول ذكر الله ما في السموات من الملائكة وما في الأرض من الخلق { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه { ٱلْحَكِيمُ } [ آية : 1 ] في أمره { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني يهود بني النضير { مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } بعد قتال أحد أخرجهم { مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ } يعني القتال والحشر الثانى للقيامة ، وهو الجلاء من المدينة إلى الشام وأذرعات { مَا ظَنَنتُمْ } يقول للمؤمنين ما حسبتم { أَن يَخْرُجُواْ وَظَنُّوۤاْ } يعني وحسبوا { أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَاهُمُ ٱللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ } يعني من قبل قتل كعب بن الأشرف ، ثم قال : { وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ } بقتل كعب بن الأشرف أرعبهم الله بقتله لأنه كان رأسهم وسيدهم قتله محمد بن مسلمة الأنصاري ، وكان أخاه من الرضاعة وغيره ، وكان محمد ليلة قتل كعب بن الأشرف أخو محمد بن سلمة ، وأبو ليل ، وعتبة كلهم من الأنصار . قوله : { يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي ٱلْمُؤْمِنِينَ } " وذلك أن المنافقين دسوا وكتبوا إلى اليهود ألا يخرجوا من الحصن ، وأن يدبروا على الأزقة وحصونها ، فإن قاتلتم محمداً فنحن معكم لا نخذلكم ولننصرنكم ، ولئن أخرجتم لنخرجن معكم ، فلما سار النبى صلى الله عليه وسلم إليهم وجدهم ينوحون على كعب بن الأشرف ، قالوا : يا محمد ، واعية على أثر واعية ، وباكية على أثر باكية ، وناتحة أعلى ناتجة ، قال : نعم ، قالوا : فذرنا نبكى شجونا ، ثم نأتمر لأمرك ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : أخرجوا من المدينة ، قالوا : الموت أقرب إلينا من ذلك ، فنادوا الحرب ، واقتتلوا وكان المؤمنون إذا ظهروا على درب من دروبهم تأخروا إلى الذى يليه فنقبوه من دبره ، ثم حصنوها ويخرب المسلمون ماظهروا عليه من نقض بيوتهم ، فيبتون دوربا ، على أفواه الأزقة ، فذلك قوله : يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين " { فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } [ آية : 2 ] يعني المؤمنين أهل البصيرة في أمر الله ، وأمر النضير .