Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 63-67)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ } يا محمد لكفار مكة : { مَن يُنَجِّيكُمْ مِّن ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } ، يعنى الظلل والظلمة والموج ، { تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً } ، يعنى مستكينين ، { وَخُفْيَةً } ، يعنى فى خفض وسكون ، { لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـٰذِهِ } الأهوال ، { لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ } [ آية : 63 ] لله فى هذه النعم ، فيوحدوه ، { قُلِ ٱللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ } ، يعنى من أهوال كل كرب ، يعنى من كل شدة ، { ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ } [ آية : 64 ] فى الرخاء . { قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ } ، يعنى الحصب بالحجارة كما فعل بقوم لوط ، فلا يبقى منكم أحد ، { أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } ، يعنى الخسف كما فعل بقارون ومن معه ، ثم قال : { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } ، يعنى فرقاً أحزاباً أهواء مختلفة كفعله بالأمم الخالية ، { وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } ، يقول : يقتل بعضكم بعضاً ، فلا يبقى منكم أحد إلا قليل ، " فقال النبى صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه ، وذلك بالليل ، وهو يقول : " لئن أرسل الله على أمتى عذاباً من فوقهم ليهلكنهم ، أو من تحت أرجلهم ، فلا يبقى منهم أحد " ، فقام صلى الله عليه وسلم فصلى ودعا ربه أن يكشف ذلك عنهم ، فأعطاه الله ا ثنتين الحصب والخسف ، كشفهما عن أمته ، ومنعه اثنتين الفرقة والقتل ، فقال : " أعوذ بعفوك من عقابك ، وأعوذ بمعافاتك من غضبك ، وأعوذ بك منك ، جل وجهك ، لا أبلغ مدحتك والثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " . قال : فجاءه جبريل ، عليه السلام ، فقال : إن الله قد استجاب لك وكشف عن أمتك اثنتين ومنعوا اثنتين ، { ٱنْظُرْ } يا محمد { كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ } ، يعنى العلامات فى أمور شتى من ألوان العذاب ، { لَعَلَّهُمْ } ، يقول : لكى ، { يَفْقَهُونَ } [ آية : 65 ] عن الله فيخافوه ويوحدوه ، { وَكَذَّبَ بِهِ } بالقرآن { قَوْمُكَ } خاصة ، { وَهُوَ ٱلْحَقُّ } جاء من الله ، { قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } [ آية : 66 ] ، يقول بمسيطر ، نسختها آية السيف ، { لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ } ، يقول : لكل حديث حقيقة ومنتهى ، يعنى العذاب منه فى الدنيا ، وهو القتل ببدر ، ومنه فى الآخرة نار جهنم ، وذلك قوله : { وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } [ آية : 67 ] ، أوعدهم العذاب ، مثلها فى اقتربت .