Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 71-71)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ أَنَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا } ، وذلك أن كفار مكة عذبوا نفراً من المسلمين على الإسلام ، وأرادوهم على الكفر ، يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من آلهة ، يعنى الأوثان ، { مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } [ المائدة : 76 ] فى الآخرة ، ولا يملك لنا ضراً فى الدنيا ، { وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا } ، يعنى ونرجع إلى الشرك ، { بَعْدَ إِذْ هَدَانَا ٱللَّهُ } إلى دينه الإسلام ، فهذا قول المسلمين للكفار حين قالوا لهم : اتركوا دين محمد صلى الله عليه وسلم واتبعوا ديننا ، يقول الله للمؤمنين : ردوا عليهم : فإن مثلنا إن اتبعناكم وتركنا ديننا ، كان مثلنا { كَٱلَّذِي ٱسْتَهْوَتْهُ ٱلشَّيَاطِينُ } وأصحابه على الطريق يدعونه إلى الهدى : أن ائتنا ، فإنا على الطريق ، فأبى ذلك الرجل أن يأتيهم ، فذلك مثلنا لإن تركنا دين محمد صلى الله عليه وسلم ، ونحن على طريق الإسلام ، وأما الذى استهوته الشياطين ، يعنى أضلته ، { فِي ٱلأَرْضِ حَيْرَانَ } ، لا يدرى أين يتوجه ، فإنه عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق ، أضلته الشياطين عن الهدى ، فهو حيران ، { لَهُ أَصْحَابٌ } مهتدون ، { يَدْعُونَهُ إِلَى ٱلْهُدَى } ، يعنى أبويه ، قالا له : { ٱئْتِنَا } ، فإنا على الهدى ، وفيه نزلت ، والذى قال لوالديه : { أُفٍّ لكُمْ } [ الأنبياء : 67 ] ، فذلك قوله : { قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ } ، يعنى الإسلام هو الهدى ، والضلال الذى تدعونا الشياطين إليه هو الذى أنتم عليه ، قل لهم : { وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ } ، يعنى لنخلص ، { لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ آية : 71 ] ، فقد فعلنا .