Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 61, Ayat: 14-14)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُوۤاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ } يعني صيروا أنصاراً لله ، يقول : من قاتل في سبيل الله ، يريد بقتاله أن تعلو كلمة الله ، وهي لا إله إلا الله ، وأن يعبد الله لا يشرك به شيئاً ، فقد نصر الله تعالى ، يقول : انصروا محمداً صلى الله عليه سلم كما نصر الحواريون عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، وكانوا أقل منكم ، وذلك أن عيسى ، عليه السلام ، مر بهم وهم ببيت المقدس ، وهم يقصرون الثياب ، والحواريون بالنبطية مبيضو الثياب ، فدعاهم إلى الله ، فأجابوه ، فذلك قوله : { كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنَّصَارِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } يقول : مع الله ، يقول : من يمنعنى من الله { قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ } وهم الذين أجابوا عيسى ، عليه السلام . { فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } بعيسى ، عليه السلام ، { وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ } ثم انقطع الكلام { فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يقول : قوينا الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم { عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ } [ آية : 14 ] بمحمد صلى الله عليه وسلم على أهل الأديان . قوله : { فَلَمَّا جَاءَهُم } عيسى { بِٱلْبَيِّنَاتِ } [ الصف : 6 ] يعني ما كان يخلق من الطين ، ويبرى الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى ، قالت اليهود : هذا الذي يصنع عيسى سحر مبين ، يعني بيَّن .