Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 62, Ayat: 6-7)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوۤاْ } وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى يهود المدينة يدعوهم إلى الإسلام ، فكتب يهود المدينة إلى يهود خيبر أن محمداً يزعم أنه نبى ، وأنه يدعونا وإياكم إلى دينه ، فإن كنتم تريدون متابعته فاكتبوا إلينا ببيان ذلك ، وإلا فأنتم ونحن على أمر واحد لا نؤمن بمحمد ، ولا نتبعه ، فغضبت يهود خيبر ، فكتبوا إلى يهود المدينة كتاباً قبيحاً ، وكتبوا أن إبراهيم كان صديقاً نبياً ، وكان من بعد إبراهيم إسحاق صديقاً نبياً ، وكان من بعد إسحاق يعقوب صديقاً نبياً ، وولد يعقوب اثنا عشر ، فولد لكل رجل منهم أمة من الناس ، ثم كان من بعدهم موسى ، ومن بعد موسى عزيز ، فكان موسى يقرأ التوراة من الألواح . وكان عزيز يقرؤها ظاهراً ، ولولا أنه كان ولداً لله ونبيه وصفيه لم يعطه ذلك ، فنحن وأنتم سبطه ، وسبط من اتخذه الله خليلاً ، ومن سبط من كلمه الله تكليماً ، فنحن أحق بالنبوة والرسالة من محمد صلى الله عليه سلم ، ومتى كان الأنبياء من جزائر العرب ؟ ما سمعنا بنبي قط كان من العرب إلا هذا الرجل الذي تزعمون ، على أنا نجد ذكره في التوراة فإن تبعتموه صغركم ووضعكم فنحن أبناء الله وأحباؤه . فقال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوۤاْ } لليهود { إِن زَعمْتُمْ } يعني إذ زعمتم { أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ } في الآخرة { مِن دُونِ ٱلنَّاسِ } وأحباؤه { فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ آية : 6 ] بأنكم أولياؤه وأحباؤه ، وأن الله ليس بمعذبكم ، ثم أخبر عنهم ، فقال : { وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْديهِمْ } من ذنوبهم وتكذيبهم بالله ورسوله { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 7 ] يعني اليهود .