Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 17-27)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم رجع في التقديم ، فقال : { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ } يقول : إنا ابتليناهم يعني أهل ممكة بالجوع { كَمَا بَلَوْنَآ } يقول : كما ابتلينا { أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } بالجوع حين هلكت جنتهم ، كان فيها نخل وزرع وأعناب ، ورثوها عن آبائهم ، واسم الجنة الصريم ، وهذا مثل ضربه الله تعالى لأهل مكة ليعتبروا عن دينهم ، وكانت جنتهم دون صنعاء اليمن بفرسخين ، وكانوا مسلمين ، وهذا بعد عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، كان آباؤهم صالحين ، يجعلون للمساكين من الثمار والزرع والنخل ما أخطأ الرجل ، فلم يره حين يصرمه ، وماأخطأ المنجل ، وما ذرته الريح ، وما بقى في الأرض من الطعام حين يرفع ، وكان هذا شيئاً كثيراً ، فقال القوم : كثرت العيال ، وهذا طعام كثير ، أغدوا سراً جنتكم فاصرموها ، ولا تؤذنوا المساكين ، كان آباؤهم يخبرون المساكين فيجتعمون عند صرام جنتهم ، وعند الحصاد . { إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } [ آية : 17 ] ليصرمنها إذا أصبحوا { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } [ آية : 18 ] فيقولون : إن شاء الله ، فسمع الله تعالى قولهم فبعث ناراً من السماء في الليل على جنتهم فأحرقتها حتى صارت سوداء ، فذلك قوله : { فَطَافَ عَلَيْهَا } يعني على الجنة { طَآئِفٌ } يعني عذاب { مِّن رَّبِّكَ } يا محمد ليلاً { وَهُمْ نَآئِمُونَ } [ آية : 19 ] { فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ } [ آية : 20 ] أصبحت يعني الجنة سوداء مثل الليل { فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ } [ آية : 21 ] يقول : لما أصبحوا قال بعضهم لبعض : { أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } [ آية : 22 ] الجنة ، يقول : الحرث والثمار والزرع ، ولا يعلمون أنها احترقت { فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } [ آية : 23 ] { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ } [ آية : 25 ] على حدة في أنفسهم قادرين على جنتهم { فَلَمَّا رَأَوْهَا } ليس فيها شىء ظنوا أنهم أخطأوا الطريق { قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ } [ آية : 26 ] عنها . ثم أنهم عرفوا الأعلام فعلموا أنها عقوبة . فقالو : { بَلْ نَحْنُ } يعني ولكن نحن { مَحْرُومُونَ } [ آية : 27 ] يقول : حرمنا خير هذه الجنة .