Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 5-12)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم أخبر الله تعالى عن عاد وثمود ، فقال : { فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ } [ آية : 5 ] يقول : عذبوا بطغيانهم ، والطغيان حملهم على تكذيب صالح النبي صلى الله عليه وسلم { وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ } يعني عذبوا { بِرِيحٍ صَرْصَرٍ } يعني باردة { عَاتِيَةٍ } [ آية : 6 ] شديدة عتت على خزائنها بغير رأفة ولا رحمة { سَخَّرَهَا } يعني سلطها { عَلَيْهِمْ } الرب تبارك وتعالى { سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً } فهى كاملة دائمة لا تفتر عنهم فيهن ، يعذبهم بالريح كل يوم حتى أفنت أرواحهم يوم الثامن { فَتَرَى } يا محمد { ٱلْقَوْمَ فِيهَا } يعني في تلك الأيام { صَرْعَىٰ } يعني موتى ، يعني أمواتاً ، وكان طول كل رجل منهم اثني عشر ذراعاً . ثم شبههم بالنخل ، فقال : { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ } فذكر النخل لطولهم { خَاوِيَةٍ } [ آية : 7 ] يعني أصول نخل بالية التي ليست لها رءوس ، وبقيت أصولها وذهبت أعناقها { فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ } [ آية : 8 ] يقول : لم تبق منهم أحداً { وَجَآءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ } يعني ومن معه { وَٱلْمُؤْتَفِكَاتُ } يعني والمكذبات { بِالْخَاطِئَةِ } [ آية : 9 ] يعني قريات لوط الأربعة ، واسمها سدوم وعامورا وصابورا ودامورا ، { فَعَصَوْاْ رَسُولَ رَبِّهِمْ } يعني لوطاً { فَأَخَذَهُمْ } الله { أَخْذَةً رَّابِيَةً } [ آية : 10 ] يعني شديدة ربت عليهم في الشدة أشد من معاصيهم التي عملوها { إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلْمَآءُ } وارتفع فوق كل شىء أربعين ذارعاً { حَمَلْنَاكُمْ فِي ٱلْجَارِيَةِ } [ آية : 11 ] يعني السفينة يقول : حملنا الآباء وأنتم في أصلابهم في السفينة { لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ } يعني لكي نجعلها لكم ، يعني في هلاك قوم نوح لكم يا معشر الأبناء { تَذْكِرَةً } يعني عظة وتذكرة ، يعني وعبرة لكم ولمن بعدكم من الناس { وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } [ آية : 12 ] يعني حافظة لما سعمت فانتفعت بما سمعت من الموعظة .