Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 10-18)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } ، يقول : ولقد أعطيناكم يا أهل مكة من الخير والتمكين في الأرض ، { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ } من الرزق لتشكروه فتوحدوه ، فلم تفعلوا ، فأخبر عنهم ، فقال : { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } [ آية : 10 ] ، يعني بالقليل أنهم لا يشكرون رب هذه النعم فيوحدونه . { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ } ، يعني آدم ، عليه السلام ، { ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ } ، يعني ذرية آدم ، ذكراً وأنثى ، وأبيض وأسود ، سوياً وغير سوي ، { ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ } الذين هم في الأرض ، ومنهم إبليس عدو الله : { ٱسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُوۤاْ } له ، ثم استثنى ، فقال : { إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ } [ آية : 11 ] لآدم مع الملائكة . { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } [ آية : 12 ] ، والنار تغلب الطين . { قَالَ فَٱهْبِطْ مِنْهَا } ، قال : اخرج من صورة الملائكة إلى صورة الدمامة ، فأخرج من الجنة يا إبليس ، { فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا } ، فما ينبغي لك أن تتعظم فيها ، يعني في الجنة ، { فَٱخْرُجْ } منها { إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ } [ آية : 13 ] ، يعني من المذلين . { قَالَ } إبليس لربه : { أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [ آية : 14 ] ، يعني النفخة الآخرة ، يوم يبعث آدم ، عليه السلام ، وذريته . { قَالَ } الله : { إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ } [ آية : 15 ] ، فلا تموت إلى يوم الوقت المعلوم ، يعني أجلاً معلوماً ، وهي النفخة الأولى ، { قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي } ، قال : أما إذ أضللتنى . { لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } [ آية : 16 ] ، يعني لأصدنهم عن دينك المستقيم ، يعني الإسلام . { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } ، من قبل الآخرة ، فأزين لهم التكذيب بالبعث ، وبالجنة ، وبالنار ، { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } ، يعني من قبل الدنيا ، فأزينها في أعينهم ، وأرغبهم فيها ، ولا يعطون فيها حقاً ، { وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ } ، يعني من قبل دينهم ، فإن كانوا على هدى شبهته عليهم حتى يشكوا فيها ، وإن كانوا على ضلالة زينتها لهم ، { وَعَن شَمَآئِلِهِمْ } ، يعني من قبل الشهوات واللذات من المعاصى وأشهيها إليهم ، { وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } [ آية : 17 ] لنعمتك ، فلا يوحدونك . { قَالَ } له : { ٱخْرُجْ مِنْهَا } ، يعني من الجنة ، { مَذْءُوماً } منفياً ، { مَّدْحُوراً } ، يعني مطروداً ، { لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ } على دينك ، { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ } [ آية : 18 ] ، يعني إبليس وذريته وكفار ذرية آدم منهم جميعاً .