Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 152-155)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ } إلهاً ، { سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ } ، يعني عذاب ، { مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ } ، يعني مذلة ، { فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا } ، فصاروا مقهورين إلى يوم القيامة ، ثم قال : { وَكَذَلِكَ } ، يعني وهكذا { نَجْزِي ٱلْمُفْتَرِينَ } [ آية : 152 ] ، يعني الذين افتروا فزعموا أن هذا إلهكم ، يعني العجل ، وإله موسى . وكان السامري جمع الحلي بعد خمسة وثلاثين يوماً من يوم فارقهم موسى ، عليه السلام ، وكان السامري صائغاً ، فصاغ لهم العجل في ثلاثة أيام ، وقد علم السامري أنهم يعبدونه ؛ لقولهم لموسى ، عليه السلام ، قبل ذلك : { ٱجْعَلْ لَّنَآ إِلَـٰهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } ، فعبدوا العجل لتمام تسعة وثلاثين يوماً ، ثم أتاهم موسى من الغد لتمام الأربعين يوماً . { وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } ، يعني الشرك الذين عبدوا العجل ، { ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا } ، أي بعد الشرك ، { وَآمَنُوۤاْ } ، يعني صدقوا بالله أنه واحد لا شريك له ، { إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا } ، يعني من بعد الشرك ، { لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ آية : 153 ] بهم . قوله : { وَلَماَّ سَكَتَ عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ } ، يعني سكن ، { أَخَذَ ٱلأَلْوَاحَ } بعدما ألقاها ، { وَفِي نُسْخَتِهَا } فيما بقي منها ، { هُدًى } من الضلالة ، { وَرَحْمَةٌ } من العذاب ، { لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } [ آية : 154 ] ، يعني يخافون الله ، وأعطي موسى التوراة يوم النحر يوم الجمعة ، فلم يطق حملها ، فسجد لله ، وجعل يدعو ربه ويتضرع ، حتى خففت عليه ، فحملها على عاتقه . { وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا } ، من اثني عشر سبطاً ، ستة ستة ، فصاروا اثنين وسبعين رجلاً ، قال موسى : إنما أمرنى ربى بسبعين رجلاً ، فمن قعد عني فلم يجىء فله الجنة ، فقعد يوشع بن نون ، وكالب بن يوقنا ، { لِّمِيقَاتِنَا } ، يعني لميعادنا ، يعني الأربعين يوماً ، فانطلق بهم ، فتركهم في أصل الجبل ، فلما نزل موسى إليهم ، قالوا : { أَرِنَا ٱللَّهِ جَهْرَةً } [ النساء : 153 ] ، فأخذتهم الرجفة ، يعني الموت عقوبة لما قالوا ، وبقي موسى وحده يبكي ، { فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ } ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقد أهلكت خيارهم ، رب { لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ } ، يعني أمتهم ، { مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ } معهم من قبل أن يصحبوني ، { أَتُهْلِكُنَا } عقوبة { بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ } ، وظن موسى ، عليه السلام ، أنما عوقبوا باتخاذ بني إسرائيل العجل ، فهم السفهاء ، فقال موسى : { إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ } ، يعني ما هي إلا بلاؤك ، { تُضِلُّ بِهَا } بالفتنة { مَن تَشَآءُ وَتَهْدِي } من الفتنة { مَن تَشَآءُ أَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَافِرِينَ } [ آية : 155 ] ، قال : فلم يعبد العجل منهم إلا اثنا عشر ألفاً .