Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 26-30)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَابَنِيۤ آدَمَ } ، نزلت في ثقيف ، وبني عامر بن صعصعة ، وخزاعة ، وبني مدلج ، وعامر والحارث ابنى عبد مناة ، قالوا : لا نطوف بالبيت الحرام في الثياب التي نقترف فيها الذنوب ، ولا يضربون على أنفسهم خباء من وبر ، ولا صوف ، ولا شعر ، ولا أدم ، فكانوا يطوفون بالبيت عراة ، ونساءهم يطفن بالليل ، فأنزل الله : { يَابَنِيۤ آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً } ، يقول : من أمرى كان اللباس في الأرض ، { يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ } ، يعني يغطي عوراتكم ، { وَرِيشاً } ، يعني المال ، { وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ } ، يعني من العمل الصالح ، { ذٰلِكَ خَيْرٌ } ، يقول : العمل الصالح خير من الثياب والمال ، ثم قال : { ذٰلِكَ } الثياب والمال { مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ } ومن صنعه ، { لَعَلَّهُمْ } ، يعني لكي { يَذَّكَّرُونَ } [ آية : 26 ] فيعتبروا في صنعه فيوحدوه . ثم قال : { يَابَنِيۤ آدَمَ } ، يعنيهم ، { لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ } في دينكم أمر الثياب ، فيدعها عنكم فتبدى عوراتكم ، { كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ } ، يعني كما فعل بأبويكم آدم وحواء ، فأخرجهما { مِّنَ ٱلْجَنَّةِ } ، وبدت عوراتهما ، فذلك قوله : { يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا } ، يعني ثيابهما ، { لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ } ، يعني عوراتهما ، { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } ، يقول : يراكم إبليس وجنوده من الشياطين من حيث لا ترونهم ، { إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } [ آية : 27 ] ، يعني لا يصدقون . ثم قال : { وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً } ، يعني معصية فيما حرموا من الحرث ، والأنعام ، والثياب ، والألبان ، فنهوا عن تحريم ذلك ، { قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا } ، يعني بتحريم ذلك ، ثم قال : { قُلْ } يا محمد : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ } ، يعني بالمعاصى فيحرم ذلك ، وقل لهم : { أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ } ربكم إنه حرم عليكم { مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [ آية : 28 ] إنه حرمه . و { قُلْ } لهم : { أَمَرَ رَبِّي بِٱلْقِسْطِ } ، يعني بالعدل ، { وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ } ، يعني وأمر ربي أن تقيموا وجوهكم ، يعني إلى القبلة ، { عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } في بيعة أو كنيسة أو غيرها ، فصلوا قبل الكعبة ، وأمرهم بالصلاة والتوحيد ، فذلك قوله : { وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ } ، يعني موحدين ، { لَهُ ٱلدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } [ آية : 29 ] ، يعني كما خلقكم سعداء وأشقياء كذلك تعودون . { فَرِيقاً هَدَىٰ } لدينه ، { وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ } ، يعني أرباباً ، { مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } [ آية : 30 ] ، أنهم على الهدى .