Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 40-47)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } ، يعنى القرآن ، { وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا } ، يعنى وتكبروا عن الإيمان بآيات القرآن ، { لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ } ، يعنى لأرواحهم ولا لأعمالهم ، { أَبْوَابُ ٱلسَّمَآءِ } ، كما تفتح أبواب السماء لأرواح المؤمنين ولأعمالهم إذا ماتوا ، ثم قال : { وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلْخِيَاطِ } ، يقول : حتى يدخل البعير فى خرق الإبرة ، { وَكَذٰلِكَ } ، يعنى وهكذا ، { نَجْزِي ٱلْمُجْرِمِينَ } [ آية : 40 ] لا يدخلون الجنة . ثم ذكر ما أعد لهم فى النار ، فقال : { لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ } ، يعنى فراش من نار ، { وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } ، يعنى لحفاً ، يعنى ظللاً من النار ، وذلك قوله فى الزمر : { لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } [ الزمر : 16 ] ، يقول : { وَكَذٰلِكَ } ، يعنى وهكذا ، { نَجْزِي ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 41 ] جهنم ، وما فيها من العذاب . ثم ذكر المؤمنين ، فقال : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } ، يقول : لا نكلفها من العمل إلا ما تطيق ، { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [ آية : 42 ] لا يموتون . ثم أخبر عنهم ، فقال : { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } ، يعنى ما كان فى الدنيا فى قلوبهم من غش ، يعنى بعضهم لبعض ، وذلك أن أهل الجنة إذا هم بشجرة ينبع من ساقها عينان ، فيميلون إلى أحدهما فيشربون منها ، فيخرج الله ما كان فى أجوافهم من غل أو أقذار ، فيطهر الله أجوافهم : { وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } [ الإنسان : 21 ] ، ثم يميلون إلى العين الأخرى ، فيغتسلون فيها ، فيطيب الله أجسادهم من كل درن ، وجرت عليهم النظرة ، فلا تشعث رءوسهم ، ولا تغبر وجوههم ، ولا تشحب أجسادهم ، ثم تتلقاهم خزنة الجنة قبل أن يدخلوا الجنة ، فينادونهم ، يعنى قالوا لهم : { أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا } ، يقول : هاكم الجنة أورثتموها { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ، فلما استقروا فى منازلهم ، { تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا } ، أى للإسلام ولهذا الخير ، { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاۤ أَنْ هَدَانَا ٱللَّهُ } لدينه ، ما كنا لنهتدى فى التقديم ، { لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } ، بأن هذا اليوم حق فصدقناهم ، { وَنُودُوۤاْ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ آية : 43 ] . { وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً } من الخير والثواب فى الدنيا ، { فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً } فى الدنيا من العذاب ، { قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ } ، وهو مالك ينادى : { أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 44 ] ، يعنى عذاب الله على المشركين . ثم نعت أعمالهم الخبيثة ، فقال : { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، يعنى دين الإسلام ، { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } ويريدون بملة الإسلام زيفاً ، { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ } ، يعنى بالبعث الذى فيه جزاء الأعمال ، { كَافِرُونَ } [ آية : 45 ] . ثم قال : { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ } ، يقول : بين الجنة والنار سور ، { وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ } ، يعنى على السور رجال { رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ } من الفريقين { بِسِيمَاهُمْ } ، يعرفون أهل الجنة ببياض فى الوجوه ، وأهل النار بسواد الوجوه ، { وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } ، يسلم أصحاب الأعراف على أهل الجنة ، يقول الله : { لَمْ يَدْخُلُوهَا } ، يعنى أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة ، { وَهُمْ يَطْمَعُونَ } [ آية : 46 ] فى دخولها ، وإنما طمعوا فى دخول الجنة من أجل النور الذى بين أيديهم وعلى أقدامهم مثل السراج . ثم قال : { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ } ، يعنى قلبت وجوههم ، { تِلْقَآءَ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ } ، يقول : وإذا نظر أصحاب الأعراف قبل أهل النار ، { قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [ آية : 47 ] ، يعنى مع المشركين فى النار .