Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 26-28)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } [ آية : 26 ] يعني أحداً ، وذلك أن الله تبارك وتعالى { وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ } صلى الله عليه وسلم { أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ } [ هود : 36 ] وذلك أن الله تعالى كان أخرج كل مؤمن من أصلابهم وأرحام نسائهم ، فلما أخبر بذلك دعا عليهم ، قال : { رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ } على الحال التى أخبرت عنهم ، أنه لن يؤمن منهم إلا من قد آمن { يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } [ آية : 27 ] وكان الرجل منهم ينطلق بولده إلى نوح ، عليه السلام ، فيقول لولده : احذر هذا فإنه كذاب وإن والدى قد حذرنيه فيموت الكبير على الكفر وينشأ الصغير على وصية أبيه ، فذلك قوله : { يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } فعم الدعاء بعد دعائه على الكفار ، فقال : { رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ } وكانا مسلمين وكان اسم أبيه لمك بن متوشلخ ، واسم أمه هيجل بنت لا موش بن متشلوخ { وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً } [ آية : 28 ] يعني العذاب مثل قوله : { وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً } [ الفرقان : 39 ] يعني دمرنا تدميراً فأغرقهم الله تعالى وحمل معه في السفينة ثمانين نفساً أربعين رجلاً وأربعين امرأة ، وفيهم ثلاثة أولاد لنوح منهم سام ، وحام ، ويافث ، فولد سام العرب ، وأهل السود ، وأهل فارس ، وأهل الأهواز ، وأهل الحيرة ، وأهل الموصل ، وأهل العال ، وولد حام السودان كلها ، والقبط والأندلس ، وبربر ، والسند ، والهند ، وولد يافث الترك ، والروم ، ويأجوج ومأمجوج ، والصين وأهل خراسان إلى حلوان . وأما أسماء الآلهة فأما ود ، فلكلب بدومة الجندل ، وأما سواع : فلهذيل بساحل البحر ، وأما يغوث : فلبنى عطيف وهم حى من مراد ، وأما يعوق : فلهمذان ، وأما نسر : فلحمير لذى كلاع من حمير ، فكانت هذه الآلهة يعبدها قوم نوح حتى عبدتها العرب بعد ذلك ، وأما اللات : فلثقيف ، وأما العزى : فلسليم وغطفان وغشم ونصر بن معوبة وسعد بن بكر ، وأما مناة : فكانت لقديد منزل بين مكة والمدينة ، وأما يساف ونائلة وهبل : فلأهل مكة ، فكان يساف حيال الحجر الأسود ، ونائلة حيال الركن اليماني ، وهيل في جوف الكعبة وكان طوله ثمانية عشر ذراعاً .