Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 5-14)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً } [ آية : 5 ] ليسمعوا { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيۤ إِلاَّ فِرَاراً } [ آية : 6 ] يعني تباعداً من الإيمان { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ } إلى الإيمان ، يعني إلى الاستغفار { لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ } لئلا يسمعوا دعائي { وَأَصَرُّواْ } وأقاموا على الكذب { وَٱسْتَكْبَرُواْ } يعني وتكبروا عن الإيمان { ٱسْتِكْبَاراً } [ آية : 7 ] يعني وتكبراً { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً } [ آية : 8 ] يعني مجاهرة وعلانية { ثُمَّ إِنِّيۤ أَعْلَنْتُ لَهُمْ } يعني صحت إليهم علانية { وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ } في بيوتهم { إِسْرَاراً } [ آية : 9 ] . { فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } من الشرك { إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } [ آية : 10 ] للذنوب { يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً } [ آية : 11 ] يعني المطر عليكم يجىء به متتابعاً { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ } وذلك أن قوم نوح كذبوا نوحاً زمانا طويلا ، ثم حبس الله عليهم المطر وعقم أرحام نسائهم أربعين سنة ، فهلكت جناتهم ومواشيهم ، فصاحوا إلى نوح فقال لهم : { ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } من الشرك { إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } للذنوب ، كان ولم يزل غفاراً للذنوب { يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ } يعني المطر يجىء به { مِّدْرَاراً } يعني متتابعاً { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ } يعني البساتين { وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } [ آية : 12 ] فدعاهم نوح إلى توحيد الله تعالى ، قال : إنكم إذا وحدتم تصيبون الدنيا والآخرة جميعاً ، ثم قال : { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } [ آية : 13 ] يقول : ما لكم لا تخشون لله عظمة ، وقال ما لكم لا تخافون يعني تفرقون لله عظمة في التوحيد ، فتوحدونه فإن لم توحدوه لم تعظموه . ثم قال : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } [ آية : 14 ] يعني من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة ، ثم لحماً ، ثم عظماً ، وهي الأطوار .