Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 1-11)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ } [ المزمل : 1 ] يعني الذي ضم عليه ثيابه ، يعني النبى صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم خرج من البيت وقد لبس ثيابه ، فناداه جبريل ، عليه السلام : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ } ، الذي قد تزمل بالثياب ، وقد ضمها عليه { قُمِ ٱلْلَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً } [ آية : 2 ] { نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً } [ آية : 3 ] يقول : انقص إلى ثلث الليل { أَوْ زِدْ عَلَيْهِ } يعني على النصف إلى الثلثين ، فخيره هذه الساعات ، كان هذا بمكة قبل صلوات الخمس ، ثم قال : { وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } [ آية : 4 ] يقول : ترسل به ترسلاً على هينتك رويداً يعني عز وجل بينه تبيناً { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } [ آية : 5 ] يعني القرآن شديداً ، لما في القرآن من الأمر والنهى والحدود والفرائض { إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ } يعني الليل كله والقراءة فيه { هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً } يعني مواطأة بعضاً لبعض { وَأَقْوَمُ قِيلاً } [ آية : 6 ] بالليل وأثبت ، لأنه فارغ القلب بالليل ، وهو أفرغ منه بالنهار . { إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً } [ آية : 7 ] يعني فراغاً طويلاً لنومك ولحاجتك ، وكانوا لا يصلون إلا بالليل ، حتى أنه كان الرجل يعلق نفسه بالليل ، فشق القيام عليه بالليل { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ } يعني بالتوحيد والإخلاص { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } [ آية : 8 ] يعني وأخلص إليه إخلاصاً في الدعاء والعبادة ، ثم عظم الرب نفسه ، فقال : { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ } يعني حيث تطلع الشمس { وَ } رب { وَٱلْمَغْرِبِ } حيث تغرب الشمس ، قال : ابن عباس : تطلع الشمس عند مدينة يقال لها : جابلقا لها ألف باب على كل باب منها ألف حارس ، وهم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه ، فقال : { تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً } [ الكهف : 90 ] ، وتغرب عند مدينة يقال لها : جابرسا لها ألف ألف باب على كل باب ألف حارس ، فيتصايحون فرقاً منها ، فلولا صياحهم لسمعتم وجبتها إذا هي سقطت . ثم عظم الرب نفسه ، فقال : { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } [ آية : 9 ] هو رب المشرق والمغرب ، يعني يوم يستوى فيه الليل والنهار ، فذلك اليوم اثنتا عشرة ساعة ، وتلك الليلة اثنتا عشرة ساعة ، فمشرق ذلك اليوم في برج الميزان ومغرفة لا إله إلا هو ، فوحد الرب نفسه { فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } يقول : اتخذ الرب ولياً { وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } من تكذيبهم إياه بالعذاب ومن الأذى { وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } [ آية : 10 ] يعني اعتزلهم اعتزالاً جميلاً حسناً ، نسختها آية السيف في براءة { وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ } يقول : خل بيني وبين بني المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم ، فإن لي فيهم نقمة ببدر { أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ } في الغنى والخير { وَمَهِّلْهُمْ } هذا وعيد { قَلِيلاً } [ آية : 11 ] حتى أهلكهم ببدر .