Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 34-41)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } [ آية : 34 ] يعني العظمى ، وهي النفخة الآخرة من بيت المقدس ، فتلك الطامة الكبرى ، وهي يوم القيامة . قال الهذيل : أغطش ليلها وأخرج ضحاها إنما صارت مؤنثة لأن ظلمة الليل والشمسفي السماء مؤنثة ، قال : وقال شاهر همذان يوم اليرموك : @ أقدم أبادهم على الاساوره ولا تغرنك أكف بادره وإنما قصرك ترب الساهره ثم ترد بعدهافي الحافره من بعد ما كنت عظاماً ناخره @@ قال : وفى قوله : { وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ } يعنيفي الخلق الأولى من غير أب ، { وَيَوْمَ أَمُوتُ } من ضغطة القبر ، { وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } [ مريم : 33 ] بالحجة على من قال إني رب . ثم نعت الطامة فقال : { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } [ آية : 35 ] يعني يتذكر ما عملفي الدنيا من شر ، يجزى بهفي ذلك اليوم { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } [ آية : 36 ] لأن الخلق يومئذ يبصرونها فمن كان منها أعمىفي الدنيا ؟ فهو يومئذ يبصر ، قال : { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } [ آية : 37 ] { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } [ آية : 38 ] نزلت هذه الآيةفي النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة ، وفى حبيب بن عبدياليل ، وأمية بن خلف الجمحي ، وعتبة ، وعتيبة ابني أبي لهب ، فهؤلاء كفار ومنهم مصعب ، وأبو الدوم ابنا عمير ، وذلك أنهم وجدوا جزوراًفي البرية ضلت من الأعراب فنحروها وجعلوا يقتسمونها بينهم فأصاب مصعب ، وأبو الدوم سهمين ، ثم إن مصعب ذكر مقامه بين يدي رب العالمين ، فخاف أن يحاسبه الله تعالى يوم القيامة ، فقال : إن سهمي وسهم أخي هو لكم ، فقال له عند ذلك أمية بن خلف : وليم ؟ قال : إني أخاف أن يحاسبنى الله به ، فقال له أمية بن خلف : هاته وأنا أحمل عنك هذا الوزر عند ألهتك في الآخرة وفشت تلك المقالةفي قريشفي أمر مصعب فأنزل الله تعالى : { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } الثابت على الشرك ، وآثر الحياة الدنيا على الآخرة ، ولم يخف الله ولا حسابه فأكل الحرام { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } [ آية : 39 ] ثم ذكر مصعب ، قتل يوم أحد ، وأبا الدوم ابني عمير بن هشام بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصي ، فقال : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } يقول : مقام ذلك اليوم بين يدي ربه { وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } [ آية : 40 ] يقول : قدر على معصيته فانتهى عنها مخافة حساب ذلك اليوم { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } [ آية : 41 ] نظيرهافي النجم .