Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 82, Ayat: 6-19)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ } [ آية : 6 ] نزلت في أبى الأشدين ، أسمه أسيد بن كلدة ، وكان أعور شديد البطش ، فقال : لئن أخذت بحلقة من باب الجنة ليدخلنها بشر كثير ، ثم قتل يوم فتح مكة ، يعني غره الشيطان . ثم قال : { ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } [ آية : 7 ] يعني فقومك { فِيۤ أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ } [ آية : 8 ] يعني لو شاء ركبك في غير صورة الإنسان . { كَلاَّ } لا يؤمن هذا الإنسان بمن خلقه وصوره ، ثم قال : { بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ } [ آية : 9 ] يعني الحساب { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } [ آية : 10 ] من الملائكة يحفظون أعمالكم ثم نعتهم ، فقال : { كِرَاماً } يعني مسلمين { كَاتِبِينَ } [ آية : 11 ] يكتبون أعمال بنى آدم بالسريانية ، فبأى لسان تكلم ابن آدم ؟ فإنه إنما يكتبونه بالسريانية والحساب بالسريانية ، وإذا دخلوا تكلموا بالعربية على لسان محمد صلى الله عليه وسلم { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } [ آية : 12 ] من الخير والشر فيكتبون { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ } يعني المطيعين لله في الدنيا { لَفِي نَعِيمٍ } [ آية : 13 ] يعني نعيم الآخرة . { وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ } يعني الظلمة في الدنيا { لَفِي جَحِيمٍ } [ آية : 14 ] يعني النار يعني ما عظم منه { يَصْلَوْنَهَا } يصلون الجحيم { يَوْمَ ٱلدِّينِ } [ آية : 15 ] يعني يوم الحساب يوم يدان بين العباد بأعمالهم { وَمَا هُمَ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } [ آية : 16 ] يعني الفجار محضرون الجحيم لا يغيبون عنها . ثم قال : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } [ آية : 17 ] تعظيماً له ، كرره ، فقال : { ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } [ آية : 18 ] يعني يوم الحساب ، ثم أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم عن يوم الدنيا ، فقال : { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ } يعني لا تقدر { نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً } يعني من المنفعة ، ثم قال : { وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } [ آية : 19 ] يعني يوم الدين كله لله وحده ، يعني لا يملك يومئذ أحد غيره ، وحده .