Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 85, Ayat: 17-22)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هَلُ } يعني قد { أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْجُنُودِ } [ آية : 17 ] في القرآن { فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ } [ آية : 18 ] قد عرفت ما فعل الله عز وجل بقوم فرعون ، حيث ساروا في طلب موسى ، عليه السلام ، وبنى إسرائيل ، و كانوا ألف ألف وخمس مائة ألف ، فساقهم الله تعالى بآجالهم إلى البحر ، فغرقهم الله أجمعين فمن جاء يخاصمني فيهم ، قال : { وَثَمُودَ } وهم قوم صالح حيث عقروا الناقة وكذبوا صالحاً ثم تمتعوا في دارهم ثلاثة أيام ، فجاءهم العذاب يوم السبت غدوة حين نهضت الشمس { فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ } وجبريل ، عليه السلام ، الذي كان دمدم ، لأنه صرخ صرخة فوقع بيوتهم عليهم فسواها ، يقول : فسوى البيوت على قبورهم ، لأنهم لما استيقنوا بالهلكة عمدوا فحفروا قبوراً في منازلهم ، وتحنطوا بالمر والصبر ، قال : فسواها يقول : استوت على قبورهم ، قال : فهل جاء أحد يخاصمنى فيهم ، فذلك قوله : { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا } [ الشمس : 15 ] ، قال : فاحذروا يا أهل مكة ، فأنا المجيد الحق الذي ليس فوقي أحد . ثم استأنف فقال : { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكْذِيبٍ } [ آية : 19 ] يقول : لكن يا محمد الذين كفروا لا يؤمنون ، فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، وقرأ عليهم سأله رجل من جلسائه عن علم الله عز وجل في عباده شىء بدا له من بعدما خلقهم ، أو كان قبل أن يخلقوا ؟ فأنزل الله عز وجل ، { وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِمْ مُّحِيطٌ } [ آية : 20 ] { بَلْ هُوَ } يعني لكن هو { قُرْآنٌ مَّجِيدٌ } [ آية : 21 ] يقول : هو قرآن مجيد : هو كتاب مجيد { فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } [ آية : 22 ] قبل أن يخلقوا ، وأن الله عز وجل قد فرغ من علم عباده ، وعلم ما يعملون قبل أن يخلقهم ، ولم يجبرهم على المعصية .