Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 85, Ayat: 1-9)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } [ آية : 1 ] يقول : والسماء ذات النجوم ، نظيرها في تبارك : { ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً } يقول : جعل في السماء نجوماً ، { وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً } وهى الشمس { وَقَمَراً مُّنِيراً } [ الفرقان : 61 ] . وقوله تعالى : { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } [ آية : 2 ] يقول : هو يوم القيامة الذي وعد الله عز وجل أولياءه الجنة ، وأعداءه النار ، فذلك قوله : { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } . { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } [ آية : 3 ] يقول : يوم النحر ، والفطر ، ويوم الجمعة ، فهذا قسم إن { بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } [ البروج : 12 ] ، قوله : { قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ } [ آية : 4 ] وذلك أن يوسف بن ذي نواس من أهل نجران كان حفر خدا ، وأوقد فيه النار ، فمن تكلم منهم بالتوحيد أحرقه بالنار ، وذلك أنه كان قد آمن من قومه ثمانون رجلاً ، وتسع نسوة ، فأمرهم أن يرتدوا عن الإسلام ، فأبوا فأخبرهم أنه سيعذبهم بالنار فرضوا لأمر الله عز وجل ، فأحرقهم كلهم ، فلم يزل يلقى واحداً بعد واحد في النار حتى مرت امرأة ومعها صبى لها صغير يرضع فلما نظرت المرأة إلى ولدها أشفقت عليه ، فرجعت فعرضوا عليها أن تكفر فأبت فضربوها حتى رجعت فلم تزل ترجع مرة ، وتشفق مرة ، حتى تكلم الصبي فقال لها : يا أماه إن بين يديك ناراً لا تطفأ أبداً ، فلما سمعت قول الطفل أحضرت حتى ألقت نفسها في النار ، فجعل الله عز وجل أرواحهم في الجنة ، وأوحى الله تبارك وتعالى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قتل أصحاب الأخدود يوسف بن ذي نواس وأصحابه . ثم ذكر مساوئهم ، فقال : { ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ } [ آية : 6 ] يعني أصحابه قعود على شفة الخد { وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } [ آية : 7 ] قال : كانوا يعرفون أن يوسف بن ذي نواس ليس يعذب إلا بالإيمان ، ثم قال : يتعجب من سوء صنيعهم ، فقال : { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ } يقول : وأي ريبة رأوا منهم ؟ ما عذبهم { إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ } في نقمته { ٱلْحَمِيدِ } [ آية : 8 ] { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ } من السر والعلانية { شَهِيدٌ } [ آية : 9 ] .