Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 87, Ayat: 1-19)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ } [ آية : 1 ] يقول سبحانه : نزه اسم ربك الأعلى ، يقول : نزهه من الشرك بشهادة أن لا إله إلا الله ، فذلك قوله : { ٱلأَعْلَىٰ } قال : { ٱلَّذِي خَلَقَ } الإنسان في بطن أمه من نطفة ، ثم من علقة ، ثم من مضغة ، قال : { فَسَوَّىٰ } [ آية : 2 ] يقول : فسوى خلقه { وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ } [ آية : 3 ] يقول : الذي قدر الولد في بطن أمه تسعة أشهر ، فلما بلغ الوقت هداه للخروج من بطن أمه ، وأيضاً قوله : { قَدَّرَ فَهَدَىٰ } يعني قدر الذكر والأنثى فعلمه ، كيف يأتيها ؟ وكيف تأتيه ؟ . وأما قوله : { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ } [ آية : 4 ] { فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ } [ آية : 5 ] بصعنه يقول : الذي أخرج الحشيش والكلأ في الشتاء ، فتراه رطباً فيجعله بعد الرطوبة ، والخضرة إلى اليبوسة ، قوله : { سَنُقْرِئُكَ } القرآن يا محمد نجمعه في قلبك { فَلاَ تَنسَىٰ } [ آية : 6 ] فلا تنساه أبداً ، ثم استثنى ، فقال : { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } يعني إلا ما شاء الله فينسخها ، ويأت بخير منها ، ثم قال : { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } [ آية : 7 ] يعلم الجهر من القول والفعل ، وما يخفى منهما . { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } [ آية : 8 ] يقول : ونبدلك مكان آية بأيسر منها ، ثم قال : { فَذَكِّرْ } يا محمد : اذكر بشهادة أن لا إله إلا الله { إِن } يعني قد { نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } [ آية : 9 ] شهادة أن لا إله إلا الله ، الذين من قبلك ، قال : { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ } [ آية : 10 ] يقول : سيوحد الله من يخشاه ، يقول : من يخشاه غفر له ، ولم يؤاخذه { وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى } [ آية : 11 ] يقول : ويتهاون بها ، يعني بالتوحيد الأشقى { ٱلَّذِى } قد سبق علم الله فيه بالشقاء الذي { يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } [ آية : 12 ] وهي نار جهنم ، قال : { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا } [ آية : 13 ] يقول : لا يموت في النار فيستريح ، ولا يحيا حياة طيبة ، ولكنه في بلاء ما دام في النار يأتيه الموت من كل مكان ، ما هو بميت ويحترق كل يوم سبع مرات ، ثم يعاد إلى العذاب ليس له طعام إلا من لحمه ، فذلك قوله : ولا طعام إلا من غسلين ، يأكل النار وتأكله وهو في النار ، لباسه النار ، وعلى رأسه نار ، وفى عنقه نار ، وفى كل مفصل منه سبعة ألوان من ألوان العذاب ، لا يرحم أبداً ، ولا يشبع أبداً ، ولا يموت أبداً ، ولا يعيش معيشة طيبة أبداً ، الله عليه غضبان ، والملائكة غضاب ، وجهنم غضبانة . قوله : { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } [ آية : 15 ] يقول : قد أفلح من أدى الزكاة ، وشهد أن لا إله إلا الله ، وصلى الصلوات الخمس ، قوله : { بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } [ آية : 16 ] بقول : بل تختارون الحياة الدنيا { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } [ آية : 18 ] يقول : الكتب الأولى { صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ } كيف إبراهيم { وَ } كتب { وَمُوسَىٰ } [ آية : 19 ] وهي التوراة ، فأما صحف إبراهيم فقد رفعت .