Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 122-124)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً } ، وذلك أن الله عاب في القرآن من تخلف عن غزاة تبوك ، فقالوا : لا يرانا الله أن نتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزاته ، ولا في بعث سرية ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية ، رغبوا فيها رغبة في الأجر ، فأنزل الله عز وجل : { وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ } ، يعني ما ينبغى لهم أن ينفروا إلى عدوهم ، { كَآفَّةَ } ، يعني جميعاً ، { فَلَوْلاَ نَفَرَ } ، يعني فهلا نفر ، { مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ } ، يعني من كل عصبة منهم ، { طَآئِفَةٌ } ، وتقيم طائفة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فيتعلمون ما يحدث الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم ، من أمر ، أو نهي ، أو سُنة ، فإذا رجع هؤلاء الغيب ، تعلموا من أخوانهم المقيمين . فذلك قوله : { لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ } ، يعني المقيمين ، { وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ } ، يعني وليحذروا إخوانهم { إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ } من غزاتهم ، { لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } [ آية : 122 ] ، يعني لكي يحذروا المعاصي التي عملوا بها قبل النهي . { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } ، يعني صدقوا بالله عز وجل ، { قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ ٱلْكُفَّارِ } ، يعني الأقرب فالأقرب ، { وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً } ، يعني شدة عليهم بالقول ، { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } [ آية : 123 ] . { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } على النبي صلى الله عليه وسلم : { فَمِنْهُمْ } ، من المنافقين ، { مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ } السورة { إِيمَاناً } ، يعني تصديقاً مع تصديقه بما أنزل الله عز وجل من القرآن من قبل هذه السورة ، { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } [ آية : 124 ] بنزولها .