Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 30-32)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ } ، وذلك أن اليهود قتلوا الأنبياء بعد موسى ، فرفع الله عنهم التوراة ، ومحاها من قلوبهم ، فخرج عزير يسيح في الأرض ، فأتاه جبريل ، عليه السلام ، فقال له : أين تذهب ؟ قال : لطلب العلم ، فعلمه جبريل التوراة كلها ، فجاء عزير بالتوراة غضاً إلى بني إسرائيل فعلمهم ، فقالوا : لم يعلم عزير هذا العلم إلا لأنه ابن الله ، فذلك قوله : { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ عُزَيْرٌ ٱبْنُ ٱللَّهِ } ، ثم قال : { وَقَالَتْ ٱلنَّصَارَى ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ } ، يعنون عيسى ابن مريم ، { ذٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ } ، يقول : هم يقولون بألسنتهم من غير علم يعلمونه ، { يُضَاهِئُونَ } ، يعني يشبهون { قَوْلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، يعني قول اليهود { مِن قَبْلُ } قول النصارى لعيسى قول اليهود في عزير ، { قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ } ، يعني لعنهم الله { أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } [ آية : 30 ] ، يعني النصارى من أين يكذبون بتوحيد الله . ثم أخبر عن النصارى ، فقال : { ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ } ، يعني علماءهم ، { وَرُهْبَانَهُمْ } ، يعني المجتهدين في دينهم أصحاب الصوامع ، { أَرْبَاباً } ، يعني أطاعوهم { مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَ } اتخذوا { وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ } رباً ، يقول : { وَمَآ أُمِرُوۤاْ } ، يعني وما أمرهم عيسى ، { إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـٰهاً وَاحِداً } ، وذلك أن عيسى قال لبني إسرائيل في سورة مريم ، وفى حم الزخرف : { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } [ الزخرف : 64 ] ، فهذا قول عيسى لبنى إسرائيل ، { لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ آية : 31 ] ، نزه نفسه عما قالوا من البهتان . ثم أخبر عنهم ، فقال : { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ } ، يعني دين الإسلام بألسنتهم بالكتمان ، { وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ } ، يعني يظهر دينه الإسلام ، { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ } [ آية : 32 ] أهل الكتاب بالتوحيد .