Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 97, Ayat: 1-5)
Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ } يعني القرآن أنزله الله عز وجل من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ، إلى السفرة ، وهم الكتبة من الملائكة ، كان ينزل تلك الليلة من الوحى على قدر ما ينزل به جبريل ، عليه السلام ، على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من قابل حتى نزل القرآن كله { فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ } [ آية : 1 ] من شهر رمضان من السماء ، ثم قال : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ } [ آية : 2 ] تعظيماً لها ، ثم أخبر عنها ، فقال : { لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [ آية : 3 ] يقول : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر فيما سواها ليس فيها ليلة القدر { تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا } في تلك الليلة عند غروب الشمس { بِإِذْنِ رَبِّهِم } يعني بأمر ربهم { مِّن كُلِّ أَمْرٍ } [ آية : 4 ] ينزلون فيها بالرحمة ، وبكل أمر قدره الله وقضاه في تلك السنة ، ينزلون فيها ما يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل ، ثم أخبر عن تلك الليلة ، فقال : { سَلاَمٌ هِيَ } هى سلام وبركة وخير { حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ } [ آية : 5 ] . حدثنا عبدالله بن ثابت ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيل ، قال : أخبرني مقاتل بن حيان ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن أنس بن مالك ، عن مقاتل بن سليمان ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : الروح على صورة إنسان عظيم الخلقة ، وهو الذي قال الله عز وجل : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ } [ الإسراء : 85 ] ، وهو الملك ، وهو يقوم مع الملائكة صفاً .