Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 98, Ayat: 1-8)

Tafsir: Tafsīr Muqātil ibn Sulaymān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } يعني اليهود والنصارى { وَٱلْمُشْرِكِينَ } يعني مشركى العرب { مُنفَكِّينَ } يعني منتهين عن الكفر والشرك ، وذلك أن أهل الكتاب قالوا : متى يبعث الذي نجده في كتابنا ، وقالت العرب : { لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } [ الصافات : 168 ، 169 ] ، فنزلت { لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } يعني اليهود والنصارى والمشركين ، يعني مشركى العرب { مُنفَكِّينَ } يعني منتهين عن الكفر والشرك { حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ } [ آية : 1 ] محمد صلى الله عليه سلم فبين لهم ضلالتهم وشركهم . ثم أخبر الله عز وجل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : { رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً } [ آية : 2 ] يعني يقرأ صحفاً مطهرة ، يعني كتاباً لأنها جماعة فيها خصال كثيرة ، من كل نحو ، مطهرة من الكفر والشرك يقول : يقرأ كتاباً ليس فيه كفر ولا شرك ، وكل شىء فيه كتاب فإنه يسمى صحفاً . ثم قال : { فِيهَا } يعني في صحف محمد صلى الله عليه سلم { كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } [ آية : 3 ] يعني كتاباً مستقيماً على الحق ليس فيه عوج ، ولا اختلاف ، وإنما سميت كتب لأن فيها أموراً شتى كثيرة مما ذكر الله عز وجل في القرآن ، ثم قال : { وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } يعني اليهود والنصارى في أمر محمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ } [ آية : 4 ] يعني البيان يقول الله تعالى : لم يزل الذين كفروا مجتمعين على تصديق محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى بعث لأن نعته معهم في كتبهم ، فلما بعثه الله عز وجل من غير ولد إسحاق اختلفوا فيه ، فآمن بعضهم : عبدالله بن سلام وأصحابه من أهل التوراة ، ومن أهل الإنجيل أربعون رجلاً منهم بحيرى ، وكذب به سائر أهل الكتاب . يقول الله عز وجل : { وَمَآ أُمِرُوۤاْ } يقول : ما أمرهم محمد صلى الله عليه وسلم { إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } يعني به التوحيد { حُنَفَآءَ } يعني مسلمين غير مشركين { وَ } أمرهم أن { وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } الخمس المكتوبة { وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَاةَ } المفروضة { وَذَلِكَ دِينُ ٱلقَيِّمَةِ } [ آية : 5 ] يعني الملة المستقيمة ، ثم ذكر الله عز وجل المشركين يوم القيامة ، فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ } يقول : يقيمون فيها لا يموتون . ثم قال : { أَوْلَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ } [ آية : 6 ] يعني شر الخليقة من أهل الأرض ، ثم ذكر مستقر من صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ } [ آية : 7 ] يعني خير الخليقة من أهل الأرض { جَزَآؤُهُمْ } يعني ثوابهم { عِندَ رَبِّهِمْ } في الآخرة { جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } لا يموتون { رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } بالطاعة { وَرَضُواْ عَنْهُ } بالثواب { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } [ آية : 8 ] في الدنيا ، وكل شىء خلق من التراب فإنه يسمى البرية .