Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 18-20)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بعد ان بيّن الله في الآيات السابقة أن المشركين طلبوا ان يأتي محمد بقرآن غير هذا او تبديله ، لأن فيه طعناً على آلهتهم ، وتسفيه آرائهم في عبادتها - نعى عليهم هنا عبادة الأصنام وبين حقارة شأنها ، اذا لا تستطيع ضرا ولا نفعا ، فلا يليق بالعاقل ان يعبدها من دون الله . { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ } . ان هؤلاء القوم يعبدون اصناما لا تملك لهم نفعا ولا ضرا . { وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ } . ويقولون : ان هذه الاصنام تشفع لنا عند الله في الآخرة . { قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } . قل لهم أيها الرسول مبيّنا لهم كذبهم ، وافتراءهم على الله : هل تخبرون الله بشيء لا يعلم له وجوداً في السماوات ولا في الارض ! ؟ ما الذي تزعمون ! { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } . تنزّه ربُّنا وعلا علواً كبيرا عن الشريك ، وعما تزعمونه بعبادة هؤلاء الشركاء . قراءات : قرأ حمزة والكسائي : " عما تشركون " بالتاء ، والباقون " عما يشركون " بالياء . { وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَٱخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } . بعد ان اقام الأدلة على فساد عبادة الاصنام - ذكر هنا ما كان عليه الناس من الوحدة في الدين ، ثم ما صاروا اليه من الاختلاف والفرقة . وقد كان الناس أمةً واحدة على الفِطرة ، والقطرة في أصلها كانت على التوحيد ، ثم بعث الله اليهم الرسل لارشادهم وهدايتهم . فاختلفت نزعاتهم ، منهم من غلب عليه الخير ، ومنهم من غلب عليه الشر . وقد اقتضت مشيئة الله ان يُمهِلهم جميعا الى أجَل يستوفونه ، وسبقت كلمته بذلك لحكمة يريدها ، ولولا ذلك لعجَّل لهم الهَلاك بسبب الخلاف الذي وقعوا فيه . { وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا ٱلْغَيْبُ للَّهِ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنتَظِرِينَ } . ويقول هؤلاء المشركون : هلاّ أُنزل على محمد معجزةٌ غير القرآن تُقْنعنا بصدق رسالته كآيات الانبياء السابقين الذين يحدّثنا عنهم ! ! ومعنى هذا أنهم ما زالوا غير مدركين طبيعة الرسالة المحمدية ، من حيث أنها ليست معجزةً وقتية تنتهي بانتهاء جيلهم ، بل معجزة دائمة وعامة تخاطب الناس جميعا جيلا بعد جيل . ولذلك اجابهم جوابا فيه الامهال والتهديد : قُل لهم ايها الرسول : إن نزول الآيات غيبٌ ، ولا يعلم الغيبَ الا الله ، فإن كان القرآن لا يقنعكم فانتضِروا قضاء الله بيني وبينكم في ذلك ، وانا معكم من المنتظرين . روى البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال : " ما من نبي الا وقد أُعطيَ من الآيات ما مثله آمنَ عليه البشر ، وانما كان الذي أُوتيتُه وحياً أوحاه الله ليّ ، فأرجوا ان أكونَ اكثرَهم تابعاً يوم القيامة " .