Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 65-70)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

العزة : الغلبة والقوة . يخرصون : يحزرون ويقولون بلا علم . والنهار مبصرا : يعني تبصرون فيه . من سلطان : من حجة او برهان . { وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } . لا تحزنْ أيها الرسول لما يقوله المشركون من سُخرية وطعنٍ وتكذيب . { إِنَّ ٱلْعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } . ولا تظنَّ يا محمد أن حالَهم ستدوم ، بل ان العزَّة كلَّها لله ، والنصرُ بيدِه ، وسينصُرك عليهم ، وهو السميعُ لما يقولون من تكذيب الحق ، كما يعلم بما يفعلون وما يُضمرون ، وسيجازيهم على ذلك . { أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَنْ فِي ٱلأَرْضِ } . اعلموا أيها الناس أن لله وحدَه يخضع كلُّ من في السماوات والأرض ، فهو الخالِق وهو المالِك وهو المدبّر . ثم بين الله انه لا شريك له ابدا فقال : { وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } . إن هؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله ، لا يتّبعون شركاءَ له في الحقيقة ، بل أوهاماً باطِلة . وليسوا في ذلك إلا واهمين ، يخمِّنُون ويحْدِسون بلا عِلم ولا يقين . بعدما نبَّه الله تعالى على انفرادِه بالقدرة الكاملة ، ووجَّه الأنظارَ الى بعض مجالي تلك القدرة في المشاهدة الكونية ، قال : { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلْلَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } . إن الله تعالى هو الذي خلَق لكم الليلَ لتستَريحوا فيه من عناءِ العملِ والسعي في النهار ، كما خلَق لكم النهارَ مضيئاً لستعَوا فيه الى مصالِحكم ، وفي تعاقب الليل والنهار دلائل بينة لقومٍ يسمعون ويتدبرون . ثم شرع في تفنيد نوع آخر من أباطيلهم فقال : { قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } . وقال المشركون : لقد اتخذَ الله ولداً ، إن الله منزّه عن ذلك ، فهو غني عن اتخاذ الولد ، لأن الولد مظهرُ الحاجة الى البقاء ، والله باقٍ خالد . { إِنْ عِندَكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَآ } . ليس لديكم من البراهين ما يؤيّد صحةَ ما تقولون وتفترون . { أَتقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } . لماذا تختلقون على اللهِ أمراً لا اساسَ له من الحقيقة . { قُلْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } . قل لهم ايها الرسول : إن الذين يكذِبون على الله ، ويزعمون ان له ولداً لن يُفلحوا ابدا . { مَتَاعٌ فِي ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } . سيكون لهم متاع قليل في الدنيا ثم إلَينا مرجعُهم فنحاسبُهم نُذيقهم العذابَ الشديد بسبب كفرهم .