Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 104, Ayat: 1-9)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الويل : العذاب ، وحلول الشر ، لفظٌ يستعمل في الذم . الهُمَزة : الذي يغتاب الناس ويطعن في أعراضهم . اللُّمزة : الذي يَعيب الناس وينال منهم بالإشارة والحركات . جَمَع مالاً وعدّده : الذي همُّه جمعُ المال وكنزه . لَيُنبذنَّ : النبذ الطرح مع الاهانة والتحقير . الحُطَمة : نار جهنم لأنها تحطم كل ما يلقى فيها . مؤصدة : مطبَقة عليهم ، مغلقة . { ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } الهلاك والعذابُ لمن اعتاد ان يَعيب الناس بالكلام أو بالإشارة ، ويحاولَ أن يَسْخَر منهم ويحطَّ من أقدارهم . فهذه الآية الكريمة ترسم صورةً لئيمةً حقيرة من صوَرِ النفوس البشرية حين تخلو من المروءة ، وتَعْرَى من الإيمان . ولذلك نهى الإسلامُ عن الهَمْزِ والغمز واللمز والعيب في مواضعَ شتى ، لأن من قواعدِ الإسلام تهذيبَ الأخلاق ورفْعَ المستوى الخلُقي في المجتمع الاسلامي . وقد رُوي أن عدداً من زعماء قريش كانوا يَلْمِزون النبيَّ الكريم وأصحابه ، منهم الأخنسُ ابنُ شريق ، والوليدُ بن المغيرة ، وأميّةُ بن خلف وغيرهُم ، فنزلت هذه السورة الكريمة لتؤدّبهم وتهذِّبَ الأخلاق . { ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } ثم بيّن الله تعالى أن هذا اللئيم الذي جمع المالَ الكثير وأحصاه وعدَّده مرّاتٍ ومرّاتٍ شغفاً به وحبّاً له ، ولم ينفقْ منه في سبيل الخير - يظُنّ أن ما جَمَعَ قد حَفِظ له حياتَه التي هو فيها … فهو لا يفارقُها إلى حياةٍ أخرى يعاقَبُ فيها على ما كسب من الأعمال السيئة . { كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي ٱلْحُطَمَةِ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحُطَمَةُ } هنا يأتي التهديدُ الكبير لهؤلاء المجرمين بأن الله تعالى سوف يُلقيهم في جهنم . وهل تعلم يا محمد ما هي الحُطَمة ؟ إنها : { نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ ٱلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى ٱلأَفْئِدَةِ } هي نار جهنم المُسْتعرة الملتهبة ، الّتي تطّلع على الأفئدة التي كان ينبعثُ منها الهمز واللمز ، وتكمنُ فيها السُّخريةُ والكبرياء والغرور … فتحرقُها وتحرقُ صاحِبَها . ثم بين الله تعالى ان هذه النارَ مُغْلَقَةٌ عليهم في عَمَدٍ ممدّدة ، مطوَّلة مُحْكَمة على أبوابها . وهو تصويرٌ لشدّة الإطباق وإحكامه ، وتأكيدٌ لليأسِ من الخَلاص . قراءات : قرأ حمزة والكسائي وابن عامر وخلف : جمّع بتشديد الميم . والباقون جمع بغير تشديد . وقرأ حفص وابو عمرو وحمزة : مؤصدة بالهمزة . والباقون موصدة بغير همزة . وقرأ حفص : في عَمَد بفتح العين والميم . والباقون في عُمُد بضم العين والميم .