Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 50-52)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فطرني : خلقني . مدرارا : كثيرا . جاء ذكر عاد قومي النبي هود سبع مرات بدون ذكره هو صراحة ، وذلك في سورة المؤمنون ، وفصلت ، والاحقاف ، والذاريات ، والقمر ، والحاقة ، والفجر . والقارئ لقصة هود مع قومه يراه إنسانا وقوراً رزيناً يزنُ الكلامَ قبل إلقائه ، ويتجلى الإخلاص وحُسن النية على قسمات وجهه . فهو لا يقابل الشرَّ بمثله ، بل لا يفارقه اللّينُ مع قومه أبداً ، ويتلطف معهم بذكِر نعم الله عليهم ويرغَّبهم في الايمان ، ويذكّرهم بما أنعمَ اللهُ عليهم به من اموال وبنين وجنات وعيون ، وأنه زادَهم في الخلْق بَسْطَةً ، وجعلهم خلفاء الأرض من بد قوم نوح ، فإذا آمنوا حازوا رضي الله ، فيرسل السماءَ عليهم مِدراراً لسقي زروعهم وإنباتِ الكلأ لماشيتهم ، كما يزيدُهم عزّاً على عزّهم ، وكان في كل محاوراته معهم واسعَ الصدر ، مثالَ الحكمة والرزانة والأَناة . وقد ذكرت قصة هود في سورة الاعراف بأُسلوب ونَظْمٍ يخالف ما هنا ، وفي كل من الموضعَين من العظة والعبرة ما ليس في الآخرة . { وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ } . وأرسلْنا الى قوم عادٍ أخاهم في النسَب والوطَن هودا ، فقال لهم : يا قوم ، اعبُدوا الله وحده ، ليس هناك إلهٌ غيره ، أما عبادتكم للأصنام والأوثان فهي محض افتراءٍ منكم على الله . كانت مساكنُ عادٍ في أرض الأحقاف ، في شمال حَضْرَمَوْت ، وفي شمالها يوجد الرَّبْع الخالي ، وفي شرِقها عُمان . وموضع بلادهم اليومَ رمالٌ خالية ليس بها أنيس . ولم يردْ ذِكرٌ لقوم عاد في الكتب القديمة سوى القرآن الكريم . { يٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيۤ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } . يا قوم إنني لا أطلبُ منكم أجراً على تبيلغ رسالة ربي إليكم ، فأَجري على من خلقني وبعثني اليكم . أفلا تعقِلون ما ينفعُكم وما يضركم ؟ . { وَيٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ } . يا قومُ اطلبوا المفغرةَ من ربِّكم على سلَفَ من ذنوبكم ، ثم توبوا إليه توبةً صادقة ، فإنه يَغِيثُكم بالمطر الغزير المتتابع ، ويزيدُكم قوةً الى قوتكم التي تغترّون بها ، ولا تُعرِضوا عما أدعوكم اليه ، وأنتم مصرّون على إجرامكم وآثامكم .