Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 69-73)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فما لبث : أسرع . حنيذ : مشوي بالحجارة المحاماة . نكرة : أنكره ، ضد عرفه . واوجس منهم خِيفة : احس بالخوف . يا ويلتا : يا عجبا . البعل : الزوج . جاء ذِكر إبراهيم عليه السلام في خمس وعشرين سورة سيأتي بعض التفصيلات عنها في سورة ابراهيم . { وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُـشْرَىٰ قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } . ولقد أرسلنا الملائكة إلى ابراهيم تبشِّره بأن الله سيرزُقُه غلاماً من زوجته سارة . وكان له اسماعيل من هاجر . فقالوا يحيُّونه : سلاماً ، فقال : سلام ، وأسرع فهيَّأ لهم طعاماً لذيذاً ، عِجلاَ مشوياً ، وكان كريماً يحب الضيوف . قراءات : قرأ حمزة والكسائي : " قال سلم " بكسر السين وسكون اللام . { فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ } . استغرب ابراهيم حال ضيوفه حين رأى أيديَهم لا تمتد الى الطعام ، وأَدرك أنهم ليسوا من البشرَ ، وأَضمر ذلك في نفسِه وخافَ أن يكون مَجيئهم لأمرٍ خطيرٍ لا يعلمه . فالذّي لا يأكل الطعام من الضيوف يكون امره مريباً ، ويُشعر بأنه ينوي خيانةً او غدراً حسب تقاليد العرب . وعند ذلك كشفوا له عن حقيقتِهم ، قالوا : لا تخفْ ، لقد أُرسِلْنا إلى قومِ لوطٍ لإهلاكهم . وكانت ديارهم قريبةً من ديار ابراهيم . { وَٱمْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } . وكانت امرأةُ إبراهيم سارة واقفةً تسمع ما يقال ، فضحكتْ سروراً بالأمنِ من الخوف ، فبشَّرها الملائكة بأن الله سيرزقها ولداً اسمُه اسحاق ، ومن بعدِه سيولد لإسحاقَ يعقوب . قراءات : قرأ ابن عامر وحمزة حفص " ويعقوب " بنصب الباء ، والباقون " ويعقوب " بالرفع . { قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ } . قالت سارة متعجبة : كيف ألد وأَنا كبيرة في السن عجوز ، وهذا زوجي كما تَرَونه شيخاً كبيراً لا يولَد لمثله ! إن بشارتكم هذه شيء عجيب مخالف لما هو معروف . { قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ رَحْمَةُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } . قال الملائكة : لا ينبغي لك ان تعجبي من قُدرة الله وأمرهِ . انه لا يعجِزه شيء . لتكنْ هذه معجزةً من معجزاته الخارقة للعادات ، وهي رحمةٌ منه لكم واحدى نعمه الكثيرة عليكم يا أهلَ بيتِ النبوّة . وهل جلَّ ثناؤه مستحقّ لجميع المحامد ، حقيق بالخير والاحسان .