Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 111, Ayat: 1-5)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تَبَّ : خسر وهلك . تبَّ يتَبّ تَباً وتَبابا . يقال في الدعاء على الانسان : تبتّ يدُه . وتَبّاً له : هلاكاً له . يصلَى نارا : يدخلها ويجدُ حرها . أبو لهب : عبد العزّى بنُ عبد المطلب ، عم النبيّ الكريم . امرأته : أروى بنت حرب ، أُم جميل أخت أبي سفيان . حمّالة الحطَب : التي تسعى بالنميمة والفتنة بين الناس . الجيد : العنُق . المَسَد : كل حَبْل مفتول . { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } تَبَّ : الأولى دعاءٌ عليه بالهلاك ، وتبّت الثانية إخبارٌ بأنه قد هلك . لقد خسر أبو لهب وهلك ، وضلّ عملُه لعدائه للرسول الكريم ، وكثرةِ ما سبّب من الأذى له وللمسلمين . فقد كان من أشدّ الناس عداوةً للنبي صلى الله عليه وسلم . والتعبيرُ باليد لأنها أداةُ العمل ومظهَرُ القوة . { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ } [ الحج : 10 ] . وهذا تعبيرٌ مألوفُ عندَ العرب ، تقول : أصابتْهُ يدُ الدهر ، ويدُ الرزايا والمنايا . { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } إن كل ما جمع من مالٍ ، وما عنده من أولادٍ لن ينفعَه بشيء ، ولن يغنيَ عنه يومَ القيامة ، ولا يدفع عنه العذاب . وكان لأبي لهبٍ ثلاثةُ أولاد : عُتبة ، ومعتِب ، وعُتيبه . وقد أسلم عُتيبة ومعتبُ يوم الفتح ، وشهِدا حُنَيْناً والطائف . واما عتبة فلم يُسلم . وكانت أم كلثوم بنتُ رسول الله زوجةً له ، وأختُها رقيةُ عند عتيبة . فلما نزلت هذه السورة قال أبو لهب : رأسي ورأساكما حَرامٌ إن لم تطلِّقا ابنتَي محمّد . فطلقاهما . وأراد عُتبة ان يذهبَ إلى الشام مع أبيه فقال : لآتِيَنَّ محمّداً وأُوذينَّه . فقال : يا محمد ، إني كافر بالنّجم إذا هوى ، وبالذي دنا فتدلّى . ثم تفل امام الرسول الكريم وطلّق ابنته أُم كلثوم . فقال الرسول الكريم " اللهُمّ سَلِّطْ عليه كلباً من كلابك " فافترسَه الأسدُ بالزرقاءِ في الأردن . ومات أبو لهب بعد وقعةِ بدرٍ بسبعة أيام . { سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ } سيُعذَّب بنارِ جهنّم الحاميةِ ذاتِ الشرر واللّهب ، الّتي أعدّها الله لمِثْله من الأشرارِ المعاندين . { وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } وستعذَّب امرأتُه ، أم جميل العَوراء ، بهذه النار أيضا ، لشدة عِدائها للرسول الكريم ، ولِما كانت تسعى بالنَّميمة والفتنة لإطفاء دعوةِ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم . قال ابنُ عباس ومجاهد وقتادة والسُدّي : كانت تمشي بالنميمة بين الناس . والعربُ تقول : فلان يَحْطِب على فلانٍ إذا حَرَّضَ عليه . وفي الحديث الصحيح " لا يدخُل الجنّةَ نمّام " وقال : " ذو الوجهينِ لا يكونُ عند الله وَجِيها " والنميمةُ من الكبائر . وقيل ايضا إن أُمَّ جميل هذه كانت تحمِل حُزَمَ الشوكِ والحَطَب وتنثُرها باللّيل في طريق رسولِ الله لإيذائه . لذلك فإنّ في عنقِها يوم القيامة حَبلاً تُشَدّ به إلى النار ، وبئس القرار . قراءات : قرأ ابن كثير : ابي لهب باسكان الهاء . والباقون بفتح الهاء وقرأ عاصم : حمّالة بنصب التاء . على الذم . وقرأ الباقون : حمالة بالرفع صفة لامرأته .