Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 36-38)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهكذا ، دخل يوسف السجنَ ظلماً ، وهذه هي المحنة الثالثة والأخيرة من محن الشدة في حياة يوسف ، فكل ما بعدها رخاء . ودخل معه السجنَ فَتَيان ، كان أحدهما رئيس الخبازين عند الملك ، والثاني رئيسَ السقاة . وقد سُجنا لخيانة نُسبت اليهما كانت ستودي بحياة الملك . وبعد ان استقر يوسف في السجن ظهر أمره للناس ، وانه يختلف عن السجناء الآخرين . وفي ذات يوم جاءه صاحب شراب الملك واخبرنه انه رأى في منامه انه يعصر خمراً للملك ، وجاءه الخباز وقال له : إني رأيتُ فوق رأسي طبقاً من الخبز تأكل منه الطيور ، وطلبا اليه ان يفسر لكل واحد منهما ما رأى في منامه . فانتهز يوسف هذه الفرصةَ ليُعلنَ لهم دِينَه ويدعوهم اليه ، وقال لأهل السجن ينبئهم بمقدرته على تأويل الرؤيا : لن يأتيكما طعام الا نبأتكما بشأنه . كل ذلك مما علّمني ربّي . ثم أضاف : { إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } . إني برئت من ملّة مَن لا يصدّق بالله ولا يقر بوحدانيته ، ويعبد عدداً من الآلهة لا تضرّ ولا تنفع ، لأن هؤلاء الناس يكفرون بالآخرة والحساب والجزاء . وبدلاً من ذلك ، أجدُني اتبعتُ ملّة آبائي الذين دعوا الى التوحيد الخالص وهم : إبراهيم وإسحق ويعقوب . ثم بيّن أساس الملّة التي ورثها عن آبائه الكرام بقوله : { مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشْرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَيْءٍ } ؟ وذلك كلّه من فضل الله علينا أهل بيت النبوة ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } .