Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 35-38)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الأكل : ما يؤكل . الاحزاب : الكفرة الذين تحزبوا على رسول الله . المآب : المرجع . الواقي : الحافظ . { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّعُقْبَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ } . بعد ان ذَكَر اللهُ تَعالى ما أعَدّه للكافرين من العذاب في الدُّنيا والآخرة ، أتْبعَهُ بذِكر ثوابِ المتقين ، فإذا كان لِلجاحدينَ العذابُ الدائم ، فإن للؤمنين الجنةَ ونعيمَها ، وتجري تحت أشجارها هذه الجنة ، أنهار عذبة الماء ، وثمراتُها دائمة لا تنقطع ، وظِلُّها ظليلٌ دائم . هذه عاقبةُ المؤمنين الذي وَقَوا أنفُسَهم بالإيمان والصلاح ، أما الذي كفروا فلهم النارُ وبئس القرار . { وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ } . إن فريقاً من الذين أُوتوا الكتابَ من اليهود والنصارى الذين آمنوا وصدّقوا يفرحون بما أُنزل من القرآن ، لأنّهم يَجِدون فيه مصداقاً للقواعد الأساسية في عقيدة التوحيد وامتداداً للرسالة الآلهية ، ومن هؤلاء مَن آمن مثل عبد الله بن سلام واصحابه ، وبعض النصارى من الحبشة ونجران واليمن . { وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ } . ومن الّذين تحزَّبوا ضدَّ الإسلام من كفارِ قريش وغيرهم من أهل الاديانِ السابقة مَنْ ينكِر بعضَ ما أُنزلَ إليك عناداً وكفرا . { قُلْ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ } . قلْ أيّها النبي : إنّي أُمرت بأن أعبدَ الله حدَه ، ولا أُشرِكَ في عبادتِه أحداً ، الى عبادته وحدَه أدعو الناس وإليه مرجعي ومصيري . { وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً } . وكما أرسلْنا قبلك المرسَلين ونزلْنا عليهم الكتبَ ، أنزلنا عليك القرآن حكماً عربياً بِلسانك ولسانِ قومك ، فهو حاكمٌ لأن فيه بيانَ الحلال والحرام وجميعَ ما يَحتاجُ اليه المكلَّفون مما يوصِلُهم إلى السعادةِ في الدُّنيا والآخرة . { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ } . لئن اتّبعت أهواءَ الاحزابِ ابتغاءَ رِضاهم بعد ما منحك اللهُ من العلم اليقين ، فليس لك من دون اللهِ وليُّ ولا ناصرٌ ينصرك . ان ما يقولُه الأحزابُ اهواءٌ لا تستندُ إلى عِلم أو يقين . { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً } . اذا كان هناك اعتراضٌ على بشريّةِ الرسول الكريم ، وانه تَزوَّج النساءَ ، وله أولادٌ وذرية ، فقد كان الرسُل الذين أرسلناهم من قبلِه بشراً وكانوا يتزوَّجون ولهم نساءٌ وذرية . { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } . اذا كان يعترضُ بعضُهم من المتعنِّتين ويطلب من الرسول ان يأتيَ بخارقةٍ ماديّة ، فذلك ليسَ من شأنِه ، إنّما هو من شأنِ الله ، وهو الذي يقدّر ذلك ويدبّره بحكمتِه ومشيئته ، ولكل أمرٍ كتبه اللهُ اجلٌ معين ووقت معلوم .