Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 5-7)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الاغلال : واحدها غُل وهو طوق من حديد . السيئة : النقمة . الحسنة : النعمة . المثلات : مفردها مثلة بفتح الميم وضم الثاء . العقوبة والتنكيل بحيث تترك اثرا من تشويه ونحوه . { وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ؟ } . ان أمْرَ المشركين مع كل هذه الدلائل لَعَجَب ، فإن كنت تعجب يا محمد ، فالعجب هو قولُهم : أبعدَ الموت وبعد ان نصير ترابا سوف نخلق من جديد ؟ ان الذي خلق هذا الكون ودبره قادر على إعادة الناس في بعث جديد . { أُوْلَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ } . كل هذه أوصافٌ للمنْكِرين للبعثِ ، فمثل هذه الاقوال لا تصدر الا عن الذين كفروا بربِّهم ، لقد أغلقوا عقولهم وقيدّوها بالضلال وجزاؤهم يوم القيامة أغلالٌ في أعناقِهم يقادون فيها إلى النار . قراءات : قرأ ابن عامر : " إذا كنا " بهمزة واحدة والباقون " أإذا " بهمزتين على الاستفهام . وقرأ نافع وابن كثير ورويس " أاذا " بتخفيف الهمزة الأولى وتليين الثانية . { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } . ثم العجبُ منهم أنهم يستعْجِلونك يا محمد أن تأتيَهم بعذابِ الله ، بدلاً من ان يطلبوا هدايتَه ورحمته . لقد مضت العقوباتُ الفاضحة النازلةُ على أمثالهم ممّن أهلكهم الله ، وان ربَّك لذُوا عفوٍ وصفحٍ عن ذنوب التّوابين من عباده وان ظَلموا أنفسَهم فترة ، لكنه شديد العقاب لِمَن يستمر على ضلاله . { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } . وهم يطلبون منك آيةً خارقة ، والخوارق ليست من عَمَلِ الرسل ولا اختصاصهم . انما يبعث الله بها مع الرسولِ حين يرى بحكمتِه أنها لازمة . ولستَ ايها النبي الا منذراً لهم ومحذراً ولكل قومٍ هادٍ يهديهم الى الحق ويدعوهم الى سبيل الخير .