Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 13-17)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الملة : الدين والشريعة . استفتحوا : طلبوا النصر . كل جبار عنيد : كل عال متكبر معاند . ماء صديد : ماء قبيح الطعم في جهنم . لا يكاد يسيغه : لا يستطيع ان يبلعه . عذاب غليظ : شديد . بعد ان ذكر اللهُ ما دار من الحِوار والجَدَل بين الرسُل وأَقوامهم ، وبيّن الحججَ المقْنعةَ التي جاء بها الرسل الكرام ، ولم يستطع الذين كفروا ان يردّوا عليها - لم يجدوا وسيلةً الا استعمال القوّة مع أنبيائهم ، وتلك حجة المغلوب ، فخيّروا رسُلَهم بين أمرين : الخروج من الديار ، أو العودة الى ملّة الآباء والأجداد . فأوحى الله تعالى الى أنبيائه أن العاقبة لهم . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُمْ مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ ٱلظَّالِمِينَ } . وقال الطغاة من زعماء الكافرين لما أعْيَتْهُم الحيلةُ ، وعجزوا عن مقاومة الدليل … قالوا لرسلهم : لكم احد امرين ، إما ان نُخرجَكم من أرضِنا ، أو أن تعودوا إلى عبادةِ الأوثان ، ديننا القائم ، فأوحى الله الى رسُله مثبتا لهم : لا تخافوا ، سنُهلك الظالمين . { وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ } . إننا سنجعلكم تسكنون ارضهم بعد اهلاكهم … هكذا أفعل بمن خاف موقفه بين يديّ يوم القيامة ، وخاف وعيدي فاتّقاني بطاعتي ، فلم يفسد في الأرض ، ولم يظلم الناس . ووقف الطغاة المتجبّرون ، ووقف الرسُل المتواضِعون ومعهم قوة الله ، ودعا كلاهما بالنصر والفتح ، وكانت العاقبة للرسُل . { وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } . وطلب الرسُلُ على أقوامهم من الله لما يئسوا من إيمانهم ، وطلبت تلك الأقوامُ النصر لنفسِها ، فنصر اللهُ رسلَه ، وخسِرَ كلُّ جبار متكبر عنيد . { مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ } . إن جهنم لذلك الجبَّار الخاسر بالمرصاد ، سيصلاها يوم القيامة وشرابُه فيها ماء كريه . { يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } . إنها صورةٌ مرعبة وخيبة أمل لهؤلاء الكفار المعاندين ، يتجرّعون ذلك الماء الكريه فلا يكادون يستسيغونه لقذراته ، وتحيط بهم أسبابُ الموت من كل جِهة ، وما هم بميّتِين في جهنم ، ولهم عذابٌ مؤلم شديد .