Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 24-27)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كلمة طيبة : كلمة الحق ويدخل فيها الايمان وجميع الاعمال الصالحة . كلمة خبيثة : الباطل ويدخل فيه كل شر . بعد ان بيّن اللهُ حالَ الأشقياء وحالَ السعداء ومآل كلٍ منهم ضربَ هنا مثلا يبيّن فيه الحقَّ من الباطل ، ويوضح الفرقَ بين الفئتين . { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ } . هنا شبّه اللهُ تعالى كلمةَ الإيمان التي هي كلمةُ الحقّ بشجرةٍ طيبةٍ ثبتَتْ جذورُها في الأرض وارتفعت اغصانها في السماء ، فهي : { تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } . فهي تعطي ثمرها الدائم في كل وقتٍ بإذن ربّها . كذلك تكون الهداَيةُ إذا ملأتْ قلباً فاضت منه على غيره وملأت قلوباً كثيرة ويبيّن الله الأمثالَ للناس ليتعظوا ويؤمنوا . { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } . وان الكلمة الخبيثة ، كلمةَ الباطل ، كالشجرة الخبيثة التي لا تنفع الناس ، ليس لها قرارٌ ثابت وقد اقتُلعت من فوق الأرضِ لأن جذورَها غير قوية ، فكما ان هذه الشجرة لا ثبات لها ولا دوام ، فكذلك الباطلُ لا يدوم ولا يثبت . وبعد ان وصف الكلمة الطيبة بالوصف الجميل أخبر بفوزِ اصحابها في الدنيا والآخرة : { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } . يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا بكلمةِ الإيمان المستقرَّةِ في الضمائر ، الثابتة في قلوبهم ، المثمرةِ بالعمل الصالح ، والفوزِ في الآخرة ، ويُضلُّ الظالمينَ بظُلمهم وشِركهم ، وبفعل ما يشاءُ بإرادته المطلقة . وبهذه الخاتمة يتم التعقيب على القصة الكبرى للرسالات والدعوات ، وقد استغرقت الشطر الأكبر من سورة إبراهيم . والكملةُ الطيبة تحتوي دائما على الحقيقة الكبرى ، حقيقة الرسالة الواحدة التي لاتتبدّل ، وحقيقة الدعوة التي لا تتغير ، وحقيقة التوحيد لله .