Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 56-60)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تفترون : تكذبون . كظيم : ممتلئ غيظا وغما . يتوارى : يستخفي . على هون : على ذل . يدسه في التراب : يخفيه في التراب ، وهو وأد البنات . مثل السوء : الصفة السيئة . المثل الاعلى : الصفة العليا . بعد ان بين الله اقوال المشركين ، اردف هنا بذكر قبائح افعالهم فقال : { وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ } . ويجعل المشركون لالهتهم التي لا عِلْمَ لها ، لأنها جماد ، شيئاً من أموالهم يتقربون به إليها . وقد مر في سورة الانعام قوله تعالى : { وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلْحَرْثِ وَٱلأَنْعَامِ نَصِيباً } [ الانعام : 136 ] . { تَٱللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ } . هَذا قِسَمٌ من الله عظيمٌ فيه تهديدٌ ووعيد على كذبهم وافترائهم ، وأن اللهَ سوف يسألهم عن هذا الكذب . { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } . وهذا ايضاً من افترائهم ، حيث جعلوا الملائكة الذين هم عبادُ الرحمن بناتِ الله ، فنسبوا اليه الولد ، وهو لم يلدْ ولم يولد . سبحانه تنزّه عن إفكهم . { وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } يختارون لأنفسِهم الذكور ، ويأنفون من البنات . وهذا جهلٌ كبير ، والحياة تنشأ من الذكر والأنثى ، فالأنثى أصيلة في نظام الحياة أصالةَ الذكر ، بل ربما كانت أشدَّ أصالةً لأنها المستقر ، فكيف يأنفون من الأنثى ونظام الحياة يقوم على وجود الزوجين ! ! ثم أشار الى شدة كراهيتهم للاناث بقوله : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } . واذا أُخبر أحدُهم بانه وُلدت له أنثى ، اسودَّ وجهه من الغم والغيظ ، وحاول الاختفاء عن أعين الناس ، وبات بين أمرين : إما أن يبقيها على قيد الحياة مع ما يلحقُه من الذل في زعمه ، وإما ان يدفنَها في التراب … بئسَ ما قالوا ، وبئسَ حُكمهم الذي ينسِبون فيه الى الله ما يكرهون ان يُنسَب اليهم . { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوْءِ وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } . للذين لا يصدّقون بالمعاد والثواب والعقاب صفةُ السوءِ ، وله تعالى الصفةُ العليا ، تنزَّه عن الولد ، وله العزّة والحكمة ، وجميعُ صفات الجلال والكمال .