Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 105-111)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فرقناه : انزلناه مفرقا . على مكث : على مهل وبتأَنٍ يخرّون للاذقان : يسقطون على وجوههم . خفت الرجل بقراءته : لم يرفع صوته بها . لاتخافت بها : اقرأها بوضوح . ولقد انزل الله هذا القرآن قائما بالحق ، فنزل ليقر الحق في الارض ويثبته ، فالحق مادة ، والحق غايته . فأنزلناه مؤيدا بالحكمة الآلهية . وما ارسلناك ايها النبي الا بمشرا من آمن بالجنة ، ونذيرا لمن جحد بالنار . وقد فرقنا هذا القرآن ونزلناهُ منجَّما على مدة طويلة ، لتقرأه على الناس على مهل ، ليفهموه . نزلناه شيئا بعد شيء تنزيلا مؤكدا لا شبهة فيه . ثم هدد الله تعالى اولئك الجاحدين على لسان نبيه بقوله : { قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ } . قل لاولئك الضالين اختاروا لانفسكم ما تحبون من الايمان بالقرآن وعدمه ، ان الذين اوتوا العلم وقرأوا الكتب السابقة ، يخرون لله سجدا ، شكرا له على انجاز وعده بارسالك ، حين يتلى عليهم القرآن ، ويقولون في سجودهم : { سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً } ان وعده كان محققا . ويخرون للاذقان باكين من خشية الله اذا يتلى عليهم ، ويزيدهم ما فيه من العبر والمواعظ خشوعا وخضوعا . وهنا موضع سجدة . قُلْ ايها الرسول لهؤلاء المشركين : سموا الله ، او سموا الرحمن فبأيّ اسم تسمونه فهو حسن ، لان كل اسمائه حسن ، ثم امر رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام أن يقرأ بصلاته صلاة متوسطة لا يرفع صوته بها ولا يسر كثيرا . وتختم السورة كما بدئت بحمد الله وتقرير وحدانيته بلا ولد ولا شريك ، وتنزيهه عن الحاجة الى الولي والنصير ، وهو العلي الكبير . { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مَّنَ ٱلذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } . فالله سبحانه وتعالى غني عن كل معين ان نصير او شريك او ولد ، وهو مالك هذا الملك ، وهو اكبر من كل شيء ، فكبره تكبيرا .