Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 73-77)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كدت تركن اليهم : قربت من الميل اليهم . ضعف الحياة : عذابا مضاعفا في الحياة الدنيا ، وفي الآخرة . لا يلبثون : لا يبقون . خلافك : بعدك . تحويلا : تبديلا . { وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً } . لقد حاول المشركون من قريش ، ومن ثقيف وغيرهم ان يساوموا الرسول الكريم بان يتساهل معهم في عدم شتم آلهتهم ، وبعضهم قال له ان يتمسح بالهتهم حتى يدخلوا في دينه . قد تكررت هذه المحاولات ، وقاربوا ان يخدعوك ، ولو انك اتبعت ما يريدون لاتخذوك صديقا ، ولكنك رسولنا الامين . { وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً } . وهذا نص واضح ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يجبهم الى اغرائهم . { إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً } . وهذا وعيد شديد للرسول ، فلو قاربتَ الركون اليهم ، لجمعنا عليك عذاب الدنيا وضاعفناه ، وعذاب الآخرة وضاعفناه ، ثم لا تجد من ينصرك ويمنع عنك العذاب . { وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً } . ولقد قارب اهل مكة ان يزعجوك ويخرجوك من مكة بالقوة ، ولو انهم فعلوا ذلك واخرجوك لا يبقون بعدك الا زمانا قليلا . { سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً } . وهكذا مضت سنتنا مع الرسل الذين ارسلناهم قبلك … اهلكنا اقوامهم الذين اخرجوا رسلهم . ان سنتنا في هذه الحياة لا تتبدل . وقد اُخرج الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة ، ولم يَمْضِ على اخراجه سنة ونصف حتى كانت وقعة بدر وقُتل فيها صناديد قريش واهلكهم الله . وبعض المفسرين يقول ان هذه الآية مدنية ، وان اليهود هم الذين ضايقوه وهمَّ بترك المدينة ، ولكن هذا بعيد . قراءات : قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وحفص : " خلافك " والباقون : " خلفك " والمعنى واحد .