Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 51-58)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مخلَصا : بفتح اللام ، مختارا . الطور : الجبل . وقرّبناه نجيّا : قربناه تقريب تشريف وتكريم ، ونجيّاً : مناجيا ومكلِّما بلا واسطة . واجتبيناه : اصطفيناه . اتلُ أيها الرسول على الناس ما في القرآن من قصة موسى ، وما اتصف به من صفاتٍ حميدة ، واذكُر أن الله أخلَصَه واصطفاه للنبوة والرسالة . وكرّمناه فناديناه من الجانب الأيمن للطور في سيناء ، وقرّبناه تقريب تشريف وتكريم ، حين مناجاته لنا . فَقَرُب من ربّه وارتقت نفسُه حتى بلغت أقصى مناها . ثم إننا وهبنا له من رحمتِنا مؤازرةَ أخيه هارونَ نبيّا ، ليعاونَه في تبليغ الرسالة . وقد جاء في سورة طه { وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي ٱشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِيۤ أَمْرِي } . وقد استجاب له ربه فقال : { قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ } . قراءات : قرأ الكوفيون الا ابا بكر : مخلصا بفتح اللام بمعنى اخلصه الله للنبوة . والباقون : مخلصا بكسر اللام بمعنى اخلص هو العبادة لله . واتل عليهم أيها الرسول ما جاء في القرآن من قصة إسماعيل أبِ العرب ، ومن أخصِّ صفاته صدقُ الوعد والوفاءُ به ، حتى إنه وعد أباه بالصبر على الذبح ووفى به : { قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ } [ الصافات : 103 ] . ففداه الله وشرّفه بالرسالة والنبوة . وكان اسماعيل يأمر أهلَه بالصلاةِ وإيتاء الزكاة ، { وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً } في جميع أعماله ، محموداً فيما كلفه به ، مستقيماً في أقواله وافعاله . واتل أيها الرسولُ على الناس ما في القرآن من قصة إدريسَ إنه كان من الصدِّيقين ونبيّا ذا مكانة عالية عند الله . وهذا معنى { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } أي رفعنا ذِكره في الملأ . كما خاطب الله تعالى الرسول الكريم بقوله : { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } [ الانشراح : 4 ] . وقد نُسجت حول إدريس خرافات وأساطير ، ونُسب إليه انه مصدر لجميع العلوم ، واول من خطَّ بالقلم ، وأولُ من بنى الهاكل ومجّد الله فيها ، واول من نظر في علم الطب ، وألَّف لأهلِ زمانه قصائد موزونة في الأشياءِ الأرضية والسماوية ، وغير ذلك كثير جدا . وكلّها أخبار لم تؤيد بنقل صحيح ، ولم يسنِدها نصٌّ قاطع ، ومن أراد الاطّلاع عليها فعليه الرجوعُ الى كتاب : قصص الانبياء ، للمرحوم عبد الوهاب النجار . وبعد أن ذكَر الله تعالى هؤلاء الرسلَ الكرام وهم عَشَرة ، وأثنى عليهم بما هو جديرٌ بهم ، أردفَه بذِكر بعض ما جزاهم به من النعم . فقد هداهم إلى سُبل الخير واصطفاهم من سائر خلقه . { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ … } . بنعم الدنيا والآخِرة من ذريّة آدم وذرية من نجّاه الله مع نوح في السفينة ، ومن ذرية إبراهيمَ ويعقوب ، وممَّن هديناهم إلى الحق ، واخترناهم لإعلاء كلمةِ الله . واذا تتلى عليهم آياتُنا خَرُّوا الله سجَّدا ، وهم باكون خشية منه ، وحَذَرا من عقابه . وهنا موضع سجدة عند قوله : خروا سجّدا وبُكِياً .