Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 66-72)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يذْكر : يتذكر . لنحشُرنّهم : لنجمعنهم . جثيا : جمع جاثٍ ، وهو البارك على ركبتيه . شيعة : جماعة تعاونت على أمرٍ واحد . عتيا : تكبراً ، ويقال عُتُوّا ايضا . صليّا : دخولا . صلي النارَ دخلها وقاسى حرّها . واردُها : مارّ عليها . حتما : واجبا . مقضيّا : جرى به قضاءُ الله . بعد أن ارودَ الله قَصص الأنبياء الكرام وغرابةَ مولد يحيى ، وعيسى بن مريم ، وذكَرَ إبراهيم واعتزالَه أباه ، وهجره لقومه ووطنه ، وذكر من خَلَفَ بعدهم من المهتدين والضالين ، ثمّ جاء اعلانُ الربوبية الواحدة ، التي تستحقّ العبادَة بلا شريك ، وهي الحقيقةُ الكبيرة التي يبرزها ذلك القَصص بأحداثه ومشاهده وتعقيباته - يذكر هنا ما يدور من الجدَل حول عقائد الشِرك وإنكارِ البعث ، ويعرِض مشاهد القيامة ، ومصيرَ البشرَ في مواقف حيّة . ثم ينتقل السياقُ إلى ما بين الدنيا والآخرة . { وَيَقُولُ ٱلإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً … } . ويقول الجاحد الذي لا يصدّق بالبعث بعد الموت متعجّباً ومستبعِداً : كيف أُبعث حياً بعد الموت والفناء ! ! . كيف يستغرِب هذا الانسانُ قدرة الله على البعث في الآخرة ، ولا يتذكّر أنه تعالى خلَقَه في الدنيا من عدم ، ولم يكُ شيئا ! قراءات : قرأ نافع وابن عامر وعاصم " اولا يذكُر " باسكان الذال وضم الكاف . وقرأ الباقون : " أولا يذكر " بتشديد الذال المفتوحة وفتح الكاف . ثم يعقب الله على هذا الانكار بقسَمٍ فيه تهديد كبير ، اذ يقسم بنفسه أنهم سيحشَرون بعد البعث . { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ … } . فوربّك الذي خلقك يا محمّد لنجمعنَّ الكافرين يوم القيامة مع الشياطين ، الذين زيّنوا لهم الكفر ، وسنُحضِرهم حول جهنّم جاثِين على رُكَبهم في ذِلّة وفزع . ثم لنأخذَنَّ من كل جماعة أشدَّهم كفراً بالله ، وتمردا عليه ، فيُدفع بهم قبلَ غيرِهم الى أشد العذاب . { ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً } . ونحن أعلمُ بالذين هم أحقُّ بسبقهم الى دخول جهنم والاصطلاءِ بنارها . وأنهم جميعاً يستحقّون العذاب ، لكنّا ندخِلهم في جهنم بحسب عِتِيِّهم وتجبُّرهم في كفرهم . ثم خاطب الناس جميعا ليذكُروا ويعتبروا : { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً } . وما أحدٌ منكم أيها الناس إلا يدنُو من جهنّم ، يراها المؤمن ويمرّ بها ، والكافرُ يدخلها … هكذا قضى ربك ، وجعلَه أمراً محتوما . ثم إننا نشمل المتقين برحمتنا ، فنُنْجيهم من شرّ جهنم ، ونتركُ بها الذين ظلموا أنفسَهم جاثين على ركبهم ، ، تعذيباً لهم ، وجزاءَ ما اقترفوا وكذّبوا . قراءات : قرأ الكسائي ويعقوب : ثم نُنْجي بضم النون الاولى واسكان الثانية ، والباقون بضم النون الاولى ، وفتح الثانية وتشديد الجيم . وقرأ ابن كثير : مُقاما : بضم الميم الأولى والباقون : مَقاما بفتح الميم .