Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 125-126)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

البيت : الحرم المكي . مثابة : مرجعا يثوب اليه الناس . مقام ابراهيم : هو الحجر الذي كان يقوم عليه حين بناء الكعبة ، وقيل ان الحرم كله مقام ابراهيم . عهد : وصّى . في هذه الآيات يأتي الحديث عن ابراهيم واسماعيل ، وعن البيت الحرام وشعائره ، لتقدير الحقائق الخالصة في ادعاءات اليهود والنصارى والمشركين جميعا حول النسب الذي يمتُّ به ويحترمه أهل الكتاب ومشركو العرب ، وهو ملة ابراهيم ونسبه الى عقيدة المسلمين . اذكروا قصة بناء ابراهيم مع ابنه اسماعيل لبيت الله الحرام بمكة ، اذ جعلنا هذا البيب للخلَف ملاذا ومأمنا ، واذ امرنا الناس ان يتخذوا منه مكاناً يصلّون فيه . وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ، اي وصيناهم ، بتطهير البيت ، وان يصوناه من كل رجس معنوي كالشرك بالله وعبادة الأصنام ، أو رجس حسي كاللغو والرفث والتنازع فيه ، وقت اداء العبادات . كما أوصيناهما ان يجعلاه مهيَّأً للناس للطواف والصلاة والسعي . ومقام ابراهيم الذي جاءت الاشارة اليه كان ملاصقاً للكعبة ، وكان الحجاج أثناء الطواف يتزاحمون عنده ، وربما حدث كثير من الانزعاج لبعضهم ، مما حدا بالمسئولين ان يستفتوا العلماء لإبعاده قليلا . وقد افتى بذلك جمهور من العلماء فتمت زحزحته عن مكانه . وهناك من المفسرين من يقول : مقام ابراهيم هو الحرم جميعه ، سماه الله بيته لأنه أمر المصلّين ان يتوجهوا في عبادتهم اليه . والحكمة في ذلك ان الناس في حاجة الى التوجه الى خالقهم لشكره والثناء عليه ، لكنهم يعجزون عن التوجه الى " ذات مجردة " لا تنحصر في جهة ، فعيّن الله لهم هذا البيت المقدس نسبة اليه . واذكروا اذ طلب ابراهيم الى ربه ان يجعل مكة ، البلد الحرام ، بلداً آمنا ، وان يرزق مَن يحل فيه من ثمرات الأرض وخيراتها . هذا ما طلبه ابراهيم ، فأجابه الله تعالى اليه . اما من كفر فإني انا العلي القدير ، أُمتِّعه في هذه الحياة الدنيا القصيرة الأمد ثم أسوقه الى عذاب النار يوم القيامة . القراءات : قرأ نافع وابن عامر : " اتخذوا " بلفظ الماضي . وقرأ ابن عامر : " فأمتعه " من أمتع الرباعي .