Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 135-138)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هودا : يهودا . حنيفا : مائلا عن الباطل الى الحق ، ثم صار علَما للاستقامة . الأسباط : جمع سبط وهو ولد الولد . الاسباط من بني اسرائيل كالقبائل من العرب : تولوا : اعرضوا . في شقاق : في نزاع . صبغة الله : فطرة الله التي فطر الناس عليها . قال اهل الكتاب : كونوا ايها المؤمنون يهوداً او نصارى تهتدوا الى الطريق السوي ، فقل لهم يا محمد : بل نتبع ملة ابراهيم الذي لا تنازعون في هداه ولم يكن من المشركين . ودين ابراهيم الحنيف هو الدين الذي عليه محمد واتباعه المؤمنون . وذلك لأنهم يؤمنون بالله وبرسله وكتبه . لذلك قال بعد هذه الآية : قولوا آمنا بالله وما أنزل الينا في القرآن ، وآمنا بما أنزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط ، وبالتوراة التي أنزلها الله على موسى غير محرّفة ، والانجيل الذي أنزله الله على عيسى غير محرف أيضاً . وآمنا بما أُوتي النبيون من ربهم ، لا نفرّق بين أحد منهم فنكفر ببعضه ونؤمن ببعض ، بل نشهد بأن الجميع رسل الله بعثهم بالحق والهدى ، ونحن له مسلمون مذعنون بالطاعة والعبودية . فإن آمنوا بكل هذا وتركوا ما هم عليه من تحريف كتبهم وادعائهم حلول الله في بعض البشر ، فقد اهتدوا الى الحق . اما إن اعرضوا عما تدعوهم اليه ، وفرقوا بين رسل الله فاتركهم . فانهم في شقاق وعداوة ، والله سوف يكفيك أمرهم ويريحك من لجاجهم ونزاعهم . إن ما ذُكر آنفاً هو الايمان الحقيقي ، وهو دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها . اختار الله هذه الرسالة وجعَلها آخر رسالاته الى البشر لتقوم عليها وحدة انسانية واسعة الآفاق ، كل الناس فيها سواء ، أفضلهم أتقاهم وانفعهم . ومن أحسنُ من الله صبغة ! وتختتم الآية بهذه العبارة اللطيفة " ونحن له عابدون " أي ان الله هدانا بهدايته ، وارشدنا الى حجته ، ونحن لا نخضع الا لله ، ولا نتبع الا ما هدانا وأرشدنا اليه ، فلا نتخذ الاحبار والرهبان اربابا يزيدون في ديننا وينقصون .