Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 189-189)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
استقر المؤمنون في المدينة ، وبدأ الناس يسألون عن أمور شتى تهمّهم في دينهم ودنياهم ، وهذا سؤال من هذه الأسئلة ، يرد في مجتمع جديد متطلع الى المعرفة . وكان من جملة السائلين معاذ بن جبل وثعلبة بن غنيم ، وكان سؤالهم : ما بال الهلال يبدو دقيقا كالخيط ثم يزيد حتى يستوي ويعظم ويستدير ، ثم لا يزال ينقص ويدِق حتى يعود كما بدأ ؟ فأجابهم الله تعالى اجابة مختصرة مفيدة لهم في حياتهم وتعاملهم : ان الأهلة أمارات وتوقيت يعرف بها الناس الشهور والسنين ، ويعلمون أوقات زراعتهم وتجارتهم وعباداتهم كالحج ، والصيام . لقد اكتفى بهذا الجواب المختصر لأنه أقرب الى فهمهم وهم اذ ذاك أمة أمية لا دراية لها بعلم الفلك ولا الفضاء . ثم أردف ذلك بقوله تعالى : { وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا } . وهذه اشارة الى أن الأنصار كانوا إذا حجّوا فجاؤوا لم يدخلوا بيوتهم من قبل ابوابها بل من ظهورها . فجاء رجل منهم وخالف العادة فعُيِّر بذلك . فأبطل الله هذه العادة ، وأمرهم ان يدخلوا البيوت من أبوابها دائما وفي كل الأحوال . ثم بين لهم ان البر الحقيقي هو الابتعاد عن المعاصي والتحلي بالفضائل واتّباع الحق وعمل الخير . القراءات : قرأ ابو عمرو وورش وحفص " ليس البر " بضم الباء ، وقرأ الباقون " البر " بكسر الباء ، وقرأ نافع وابن عامر " ولكن البر " بتخفيف لكن ورفع البر .