Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 217-217)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الصد : المنع . الفتنة : الشرك وتعذيب المسلمين . حبط عمله : بطل وفسد . سببُ نزول هذه الآية ان النبيّ صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن جحش مع ثمانية من المهاجرين في جُمادى الآخرة . قبل وقعة بدرٍ بشهرين ، ليترصّدوا عِيراً لقريش . فهاجموا قريشاً وقتلوا منهم عمرو بن عبد الله الحضرمي . كما أسروا عثمان بن عبد الله بن المغيرة ، والحكَم بن كيسان . ثم إنهم استاقوا العِير والأسيرين الى المدينة المنورة . وكان ذلك في غُرة رجب ، وهو من الأشهر الحُرم . وكانوا يظنونه آخر يوم من جمادى الآخرة . فقالت قريش : لقد استحلّ محمدٌ الشهر الحرام . وقامت اليهود تشهّر بالنبيّ والمسلمين ، ويقولون : عمرو ، عَمُرت الحرب ؛ والحضرمي ، حضرت الحرب ، وواقد ، وقدت الحرب . وكان واقد بن عبد الله هو الذي قتل عمرو بنَ الحضرمي . فلما أكثر الناسُ في ذلك أنزل الله الآية : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ … } وتفسيرها : يسألونك يا محمد عن القتال في الشهر الحرام ، فقل لهم ان القتال فيه أمرٌ مستنكَر ، لكن ما ارتكبتموه أنتم من الكفر بالله ، و الصدّ عن بيته ، وأخراج المسلمين منه ، والشِرك الذي أنتم عليه ، والفتنة التي حصلت منكم كل ذلك أكبرُ عند الله من قتالكم في الشهر الحرام . لذلك اباح الله لنا القتال في الشهر الحرام لقمع هذه الشرور ، على أساس اختيار أهو الشريّن . واعلموا أيها المسلمون ان سبيل هؤلاء معكم سبيل التجني والظلم ، وأنهم سيظلون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ، إذ لا همّ لهم الا منع الاسلام عن الانتشار . اذن فإن انتظاركم ايمانهم بمجرد الدعوة طمعٌ منكم في غير مطمع ، والقتال في الشهر الحرام أهون من الفتنة عن الاسلام . ومن يضعف منكم امام هجماتهم ويرتد عن دينه ثم يموت على الكفر فاؤلئك بطلت أعمالهم ، وأولئك أهل النار هم فيها خالدون .