Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 243-243)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مر بنا كثير من قصص الأمم السابقة ، اختارها سبحانه وتعالى لينبه الناس الى ما فيها من العبر . وقد وردت هذه القصص مجملة مختصرة مثل قصص قوم نوح وعاد وثمود ، وكانت العرب تتلقاها أباً عن جد ، ومثل قصص ابراهيم وأنبياء بني اسرائيل ، والتي كانت مألوفة لأسماعهم لمخالطتهم اليهود في قرون كثيرة . وهنا يقص علينا القرآن خبر قوم لم يسمّهم ولم يَرِدْ فيهم خبر صحيح . وقد قال عدد من المفسرين ان هذا مثلٌ ضربه الله لا قصة واقعة . والمقصود منه تصحيح التصور عن الحياة والموت ، وحقيقتهما الخافية ، وردّ الأمر فيهما الى قدرة الله ، والمضيّ في حمل التكاليف والواجبات . روي عن ابن عباس ان الآية عُني بها قوم كثيرو العدد خرجوا من ديارهم فراراً من الجهاد فأماتهم الله ، ثم أحياهم ، وأمرهم ان يجاهدوا عدوهم . فكأن الآية ذُكرت ممهدةً للأمر بالقتال بعدها في قوله تعالى { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } . وعلى هذا يكون معناها : ألم تعلم يا محمد هذه القصة العجيبة ؟ وهي حالة القوم الذين خرجوا من ديارهم فراراً من الجهاد خشية الموت ، فقضى الله عليهم بالموت والهوان من أعدائهم . حتى إذا استبسلت بقيتهم وقامت بالجهاد أحيا الله جماعتهم به . والخلاصة ان موت الأمة يكون بتسليط الأعداء عليها والتنكيل بها ، جزاء تخاذلها وتفرقها كما هو حاصل للعرب اليوم . اما إحياؤها فيكون بفعلٍ جماعة مؤمنة من أبنائها تسترد قواها وتعيد لها ذلك المجد الضائع والشرف المسلوب . وهو أيضاً حاصل للعرب .