Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 272-273)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الهدى : الرشاد ، ضد الضلال . الخير : المال . ابتغاء وجه الله : في طلب رضاه . أحصروا في سبيل الله : حبسوا أنفسهم فوقفوها في سبيل الله . لا يستطيعون ضربا في الأرض : يعجزون عن التكسب في التجارة أو العمل . التعفف : منع النفس مما تريد من الشهوات . السيما : العلامة . إلحافاً : إلحاحاً . ليس عليك يا محمد هدى المشركين الى الإسلام حتى تمنعَهم صدقة التطوع ، ولا تعطيهم منها الا اذا دخلوا فيه . ما انت الا بشير ونذير . ان عليك الارشاد والحث على الفضائل ، والله يهدي من يشاء من خلقه الى الإسلام فيوفّقهم . ان أمْرَ الناس مفوَّض الى ربهم لا اليك ، فلا تمنعهم الصدقة . اخرج ابن ابي حاتم عن ابن عباس قال : " كان النبي يأمرنا ان لا نتصدق الا على أهل الاسلام حتى نزلت هذه الآية " . ويا أيها المسلمون : ان جميع ما تنفقونه من خير وتبذلونه من معونة لغيركم ، مهما كان دينه ، لكم أنتم فائدته في الدنيا والآخرة . هذا اذا كنتم لا تقصدون بالانفاق الا ارضاء الله لا لأجل جاهٍ او مكانة ، وفي تلك الحال يعود اليكم ثوابه كاملاً دون نقصان . ويكون هذا الانفاق للفقراء الذين حبسوا أنفسهم للجهاد ، فشغَلهم ذلك عن الكسب من أي عمل ، أو لمن أصيب منهم بجراح اقعدته عن السعي في الأرض ، المتعففين عن السؤال حتى ان الجاهل بحالهم لَيحسبهم أغنياء من شدة تعففهم . ولأمثال هؤلاء علامة لا يعرفهم بها الا المؤمن الذي يتحرى في انفاقه عمن يستحقون ذلك . والله عليم بما تبذُلونه من معروف ، وسيجزيكم الله عليه الجزاء الأوفى . قيل نزلت هذه الآية في أهل الصُّفة ، وكانوا اربعمائة رجل وقفوا أنفسهم للجهاد في سبيل الله . وسؤال الناس من غير حاجة محرَّم ، وقد وردت عدة أحاديث في النهي عنه . ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة ان رسول الله قال : " ليس المسكين الذي يطوف على الناس ، ترده اللقمة واللقمتان ، والتمرة والتمرتان ، ولكن المسكينُ الذي لا يجد غنىً يغنيه ولا يُفطن له فيُتصدق عليه ، ولا يقوم فيسأل الناس " وروى ابو داود والترمذي عن عبد الله ابن عمر عن النبي انه قال : " لا تحلُّ الصدقة لغني ولذي مِرّة سويّ " والمِرة : القوة . القراءات : قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة " يحسَبهم " بفتح السين والباقون " يحسِبهم " بكسرها .